ترك برس

برعت الكثير من السيدات التركيات في مجال الأدب والنثر، ولم يقتصر ذلك على عهد الجمهورية بل كان منذ عهد الدولة العثمانية أيضًا، ومن الأمثلة النموذجية للأديبات العثمانيات التركيات السيدة أمينة سامية.

وُلدت الأديبة والمعلمة التركية أمينة سامية في مدينة إسطنبول بتاريخ 28 آذار آذار/ مارس 1864، وكانت من أهم الأدباء الذين أسهبوا في تصوير عصر السلطان عبد الحميد الثاني.

حياتها العلمية

وُلدت سامية في عائلة متعلمة عريقة، حيث كان والدها هو الحقوقي ورجل الدولة "أحمد جودت باشا" أما أمها فهي المعلمة "عدوية هانم"، وكان لسامية أخ وأخت وكانت هي الأصغر بينهم، أما أختها الكبرى "فاطمة علية" فهي أول راوية تركية وأما أخوها الأكبر "علي" فهو أحد أهم الفلاسفة في عصره، الأمر الذي أسهم كثيرا في حصولها على تعليم عائلي ومدرسي عالي المستوى.

تلقت سامية تعليمها على يد والديها، وعندما بلغت سن الرشد انتقلت إلى باريس ومن ثم إلى سويسرا حيث درست علمي النفس والاجتماع.

حياتها الاجتماعية

تزوجت سامية في إسطنبول عام 1985 من ضابط يُدعى "مصطفى باشا"، وأنجبت منه ابنتها "فاطمة الزهراء"، وانفصلت عن مصطفى باشا ثم تزوجت ضابطا آخر يُدعى "رشيد باشا" عام 1892، وأنجبت منه 3 أبناء.

حياتها العملية

عملت سامية عام 1892 مدرسة في إسطنبول، وتم نقلها عام 1895 إلى مدينة سالونيك لتعمل هناك مفتشة لمدارس الإناث، وبدأت تقدم ثمارها الأدبية من خلال كتاباتها في جريدة "مطالعة".

انضمت سامية لجمعية "الاتحاد والترقي" التي كانت متمركزة في سالونيك، وكانت بذلك أولى النساء المنضمة لتلك الجمعية التي ستسيطر على الدولة العثمانية بعد سنوات.

انهالت عليها عروض الكتابة، فكتبت في جريدة "خاص بالنساء" و"يني" و"سعادة" و"باهجا" ومجلة "عصر" و"يني عصر" و"شورى الأمة" و"يني إيدرنا" وغيرها من الصحف، وجُمعت أغلب آثارها في الصحف التي كانت تتناول روايات ومقالات نقدية.

ولها كتابان. الأول هو "خلاصة الحساب" ويتعلق بتبسيط العمليات الحسابية، أم الكتاب الثاني فهو "البؤس" وهو عبارة عن رواية تتحدث عن حياة البؤس المريرة التي يعيشها أبناء الطبقات الكادحة في كل المجتمعات. وقد نُشرت هذه الرواية باللغة الصربية، وقامت الحكومة الصربية عام 1899 بمنحها وسام شرف تقديرًا لذوقها الأدبي في الكتابة، كما قام السلطان عبد الحميد الثاني بمنحها وسم الشفقة.

قل نشاطها الأدبي عقب الانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني عام 1909. وبعد تأسيس الجمهورية عام 1923 اعتزلت الكتابة الأدبية.

أنشطتها السياسية والاجتماعية

أسست جمعية "شفقة النساء" في سالونيك، وأسست في إسطنبول جمعية "السلطنة المخصصة للنساء" لتقديم برامج تشغيلية للنساء وسد حاجياتهم المادية.

وكان لسامية دور بارز في تنظيم النساء لصفوف جمعية "الاتحاد والترقي"، ولكنها نأت بنفسها عن السياسة بعد الانقلاب الذي قامت به الجمعية عام 1909.

توفيت سامية عام 1944، وتركت العديد من الآثار الثمينة أهمها:

ـ رواية "معلمة".

ـ رواية "الشعور بالرقابة".

ـ راوية "رائحة الحرية".

ـ حكاية "تفكر أحد المتخصصين".

ـ ذكريات سالونك.

وقد كتب بعض الأدباء المعاصرين عن حياة سامية والقيم التي خلفتها، ومن أهم الأمثلة على ذلك:

ـ "مثال نموذجي على النساء العثمانيات البارعات؛ أمينة سامية"، للكاتبة "شفيقة كورناز".

ـ "امرأة تحت الظل؛ أمينة سامية"، للكاتبة "قدرية كايماز".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!