ترك برس

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الوضع في سوريا سيكون أهم القضايا التي سيبحثها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته المرتقبة إلى مدينة سانت بطرسبرغ (الروسية)، الثلاثاء المقبل 9 أغسطس/ آب الجاري.

جاء ذلك خلال مقابلة خاصة مع شبكة الجزيرة القطرية، حيث وصف الوضع في حلب بأنه محزن، لكنه قال إن المعارضة المسلحة أعادت في الأيام الأخيرة التوازن على الأرض، مبينًا أن بوتين اتصل به هاتفيا بعد يوم من المحاولة الانقلابية وأكد وقوف بلاده مع تركيا، وأشار إلى أنه سيناقش مع بوتين قضايا اقتصادية وسياسية.

وأشاد أردوغان بموقف دولة قطر بإدانة المحاولة الانقلابية ووقوفها مع الحكومة المنتخبة، وكذلك كزاخستان، وقال "بعد المحاولة الانقلابية لم يأتنا أي شخص سوى رئيس كزاخستان ووزير الخارجية القطري، والشيخ تميم الغالي هو الذي اتصل بي كثيرا، والشيخ الوالد الذي جاءنا بالأمس وأنا أشكره شكرا كثيرا لمجيئه، وكذلك والدة الشيخ تميم اتصلت بنا أكثر من مرة".

وانتقد الرئيس التركي الدول الغربية في تعاملها مع المحاولة الانقلابية، مشيرا إلى أنها لم تظهر أنها ضد الانقلاب، ودعا الغرب إلى عدم انتقاد ما تفعله أنقرة تجاه الانقلاب لأنهم ليسوا صادقين، بحسب تعبيره، وخاطب أردوغان الغرب في المقابلة، معتبرا أنه لا يجوز له أن ينتقد ما تقوم به تركيا من أجل المحافظة على الديمقراطية، وقال إن هؤلاء ليسوا صادقين.

ووجه أردوغان حديثه إلى منظمة العفو الدولية قائلا: "اعرفوا حدودكم وكونوا صادقين، وصمتكم ضد الانقلاب لا يغتفر"، مؤكدا أن الشعب التركي لم يسمح بمحاولة الانقلاب ووقف مع قائده.

وأكد أردوغان أن حكومته ستتخذ التدابير اللازمة لتطهير الجيش بالشكل الصحيح من عناصر جماعة المعارض فتح الله غولن "الإرهابية التي قامت بالمحاولة الانقلابية"، مضيفًا: "نريد أن نبني جيشا يحمي شعبه لا يقتله، وسنتخذ التدابير اللازمة لتطهير الجيش بالشكل الصحيح"، وأعلن أن عملية تطهير الجيش ستنتهي في 30 أغسطس/ آب الجاري.

وقال "نحتاج أن نبدأ بناء دولة ننشئها من الصفر، علينا أن نقوم بالتطهير العمودي والأفقي في نفس الوقت، وسنغير المناهج والمدرسين في المدارس العسكرية لمصلحة تركيا، وستكون المدارس والكليات مفتوحة لكل الأتراك"، وأعلن أن كل أطياف الشعب والأحزاب التركية ستشارك الأحد في التجمع المليوني بمدينة إسطنبول. وأضاف "أقول من خلال قناة الجزيرة: غدا سترون الشعب التركي على قلب رجل واحد. غدا سنكون وطنا واحدا وشعبا واحدا وعلما واحدا ودولة واحدة".

وشبّه الرئيس التركي محاولة الانقلاب الفاشلة بالزلزال، وأكد أن العمل منصب حاليا لمنع أي هزات ارتدادية له، وقال إن الانقلابيين استعجلوا في تنفيذ محاولتهم وإن الشعب التركي كان لهم بالمرصاد. ووصف الشعب التركي بأنه أقوى من السلاح ولن يقهره أحد.

وأكد أردوغان خلال المقابلة أن جماعة غولن لا تسعى للسيطرة على تركيا فحسب بل على دول في أفريقيا، لافتا إلى إحباط محاولة انقلابية أخرى في ديسمبر/كانون الأول 2013، وقال إن غولن سيدفع ثمن ظلمه عاجلا أم آجلا، فالرحمة بالظالم خيانة للمظلوم، ولن نسمح بوجود أي من الانقلابيين في مؤسسات الدولة ولن نتهاون معهم.

كما أوضح الرئيس التركي أن "حزب الشعوب الديمقراطي يدعم جماعة فتح الله غولن الإرهابية"، مضيفا أن الإرهاب والانقلاب لا يختلفان، مؤكّدا أن المحاولة الانقلابية جعلته أكثر تصميما على محاربة جماعة غولن، وأعرب عن أمله في أن تتفهم الولايات المتحدة مطالبة أنقرة لها بتسليم غولن لمحاكمته في تركيا.

وعما إذا كان يشعر بالخوف على سلامته الشخصية بعد المحاولة الانقلابية، قال أردوغان "لا أستطيع العيش في قلق وخوف، وأقوم بالتدابير اللازمة، وقمت بما يجب أن أقوم به وأنا مستمر في طريقي".

وأضاف أردوغان أنه "لست سلطويا أو دكتاتورا ولا أقبل أن استخدم حقا لم يمنحني إياه الشعب التركي، وإذا اتخذ الشعب قرارا بتغيير نظام الحكم إلى النظام الرئاسي فسوف أكون معه واستخدم صلاحياتي في الدستور".

وأوضح الرئيس أردوغان أن "التهاون مع الظالم خيانة للمظلوم، ولن نتهاون مع الانقلابيين، هؤلاء خونة، لن نرحمهم، هؤلاء ليس لهم إلا مصالحهم الخاصة، وسنزيلها، لن نسمح لهم بالتواجد في مؤسسات الدولة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!