ترك برس

أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة نظيره التركي رجب طيب أردوغان بالرغم من مرور بلاده بظروف صعبة، مشيرا إلى أن ذلك يدلل على أهمية العلاقة بين البلدين.

وذكر بوتين في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي في ختام مباحثاتهما بمدينة سانت بطرسبرغ الروسية اليوم الثلاثاء، أنه تم إجراء محادثات بناءة تناولت العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ودولية.

وقال الرئيس الروسي: "سنقوم برفع القيود (الاقتصادية) عن تركيا بشكل تدريجي، ونفعّل آليات التعاون، وسنعقد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة في الخريف المقبل، وقمة لجنة التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى العام المقبل".

ودعا الرئيس الروسي إلى العمل المكثف من أجل إنعاش الاقتصاد والتبادل التجاري بين البلدين والذي تراجع إلى نسبة 42%، مبينا أنه سيتم التركيز على تكثيف الاستثمارات والمشاريع الواعدة.

وأكد بوتين أن حكومة بلاده تعد برنامجًا لتكثيف التعاون الثقافي والتجاري بين البلدين لعام 2016.

وتابع الرئيس الروسي: "ناقشنا إعادة إنعاش الرحلات السياحية من روسيا إلى تركيا والتي توقفت لفترة وطلبنا ضمانات أمنية وحصلنا عليها من تركيا".

وأوضح بوتين، أنه سيتم الابتعاد عن البيروقراطية التي تعترض تنفيذ المشاريع الثنائية بين البلدين، مشيرا إلى أن "موضوع الإعفاء من التأشيرة مرتبط بالعلاقات الاقتصادية ونحن جادون في رغبتنا بإلغائها".

وحول الوضع في سوريا قال الرئيس الروسي: "من المعروف وجود اختلافات في وجهات نظر الطرفين حيال حل الأزمة في سوريا، وقد اتفقنا بخصوص إيجاد تسوية بمشاركة وزراء خارجيتنا والاستخبارات، ولا يمكن التوصل الى حلول ديمقراطية إلا بطرق ديمقراطية، هدفنا واحد بشأن حل الأزمة السورية، وسنعمل من أجل إيجاد حل مناسب".

من جانبه عبر الرئيس التركي عن شكره لنظيره الروسي على توجيهه الدعوة وحسن الضيافة، مؤكدا أن اللقاء كان مثمرا عقب فترة طويلة من التوتر الذي حصل بعد إسقاط المقاتلة الروسية.

وأكد أردوغان أن البلدين مصممتان على إعادة العلاقات كما كانت، بل تعمل على نقلها إلى أقوى مما كانت عليه.

وأضاف الرئيس التركي أنه تم الاتفاق على إزالة جميع العوائق  التي تعترض رجال الأعمال والمستثمرين في كلا الدولتين وتفعيل الرحلات السياحية، وعلى إنشاء الصندوق التركي الروسي للاستثمارات المشتركة، وسيتم زيادة التعاون في مجال الصناعات الدفاعية.

وبين أن بلاده كانت تهدف إلى إيصال حجم التبادل التجاري بين الدولتين إلى 100 مليار دولار، مؤكدا عزم بلاده على تحقيق هذا الهدف.

وأردف أردوغان: "اتفقنا على بناء محطة المفاعل النووي في تركيا، واتفقنا على زيادة الفعاليات الصناعية، واتفقنا على زيادة فاعلية المثلث الدولي روسيا تركيا أذربيجان".

وأكد أن المشاريع الضخمة كالمحطة والمفاعل النووي سيرافقها قوانين تحميها.

وتابع أردوغان: "العلاقات السياحية كانت ممتازة بين الدولتين، واليوم أكد الرئيس الروسي على زيادة الرحلات الجوية الإضافية بين الدولتين".

وأوضح أن هذا اللقاء لا يخص الدولتين فحسب بل ينعكس على الأزمات العالقة في العديد من المناطق الأخرى.

وبين الرئيس التركي، أن بلاده تستفيد من 18 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وستقوم بتصدير 10 مليار متر مكعب للدول الأوروبية.

وعن المحاولة الانقلابية قال أردوغان: "إن تركيا تعرضت لأخطر الانقلابات العسكرية الدموية من خلال تنظيم إرهابي استهدفها بقيادة الخائن فتح الله غولن، وقد أفشلنا المحاولة بفضل شعبنا".

ويذكر أن العلاقات التركية الروسية شهدت تدهورا على خلفية إسقاط الطائرة الروسية من قبل القوات المسلحة التركية في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني، إلا أن هذه العلاقات بدأت بالتحسن مؤخرا، وكسبت العلاقات زخما وتسارعا على خلفية التصريحات الروسية التي أعربت عن تضامنها مع الحكومة التركية ضد محاولة الانقلاب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!