نمر حسني يوسف

الأميركان يريدون توريط تركيا بالدخول في مواجهات مع الإسلاميين داخل سورية بذريعة "محاربة الإرهاب!" وبشرط عدم التعرض لإرهاب النظام النصيري! ..

حيث أوعزت المخابرات الأميركية إلى عملائها في القنوات المحلية السورية والعالمية المأجورة بالتركيز على ما يجري في "عين العرب" كحدث أولي في جميع نشرات الأخبار! وتصوير الحدث على أنه "مأساة العصر!" وتناسي ما يجري في الغوطة وجوبر وعربين ودرعا ومعامل الدفاع بسفيرة وحندرات بحلب وغيرها! ..

الإعلام المأجور يُركّز فقط على معركة "عين العرب"! ويذرف عليها دموع التماسيح للضغط على تركيا لجرّها لمستنقع الحرب في سورية! كما تم تأجيج التظاهرات لبعض الأحزاب الكردية داخل تركيا بقصد الضغط على تركيا لنفس السبب أيضاً! وبدأت التظاهرات في تركيا بعد عودة رئيس حزب كردي تركي من زيارة قام بها إلى أميركا قبل أيام! ..

الأميركان يريدون من تركيا تدخلاً عسكرياً بريّاً على الشريط الحدودي داخل سورية لمحاربة الإسلاميين فقط! وللأسباب التالية:

1- إعطاء وظيفة محارية الإسلاميين في سورية إلى تركيا! بينما تعمل أميركا وروسيا وإيران على موضوع إعادة تأهيل النظام بعد تطعيمه بمعارضة الفنادق!

2- جر تركيا إلى صراع مع الإسلاميين في سورية الأمر الذي سيدفع بعمليات انتقامية داخل العمق التركي، وسيؤدي ذلك إلى زعزعة الإقتصاد التركي الذي هو صمام الأمان للإستقرار الداخلي.

3- توريط تركيا في سورية خارج قرارات رسمية دولية من مجلس الأمن الأمر الذي سيفتح شهية الدول المحيطة بتركيا للثأر والانتقام منها! بحكم عدائهم التاريخي الديني والعرقي مع تركيا.

الأتراك فَهِموا اللعبة الأميركية الغربية جيداً .. ويعرفون أن الأميركان يريدون افتعال معارك على حدودها وخاصة مع الأكراد .. لِجَر قدم تركيا إلى المستنقع السوري الخطير! .. ولزعزعة الأمن والاستقرار في تركيا!

الأتراك صبروا أربع سنوات على ما يجري على حدودهم، وتحمّلوا عبء اللاجئين السوريين وأكرموهم وأحسنوا معاملتهم، كل ذلك والأتراك يعلمون جيداً أن الأميركان ينتظرون نفاذ صبر تركيا حتى تتورط في سورية بدون قرار دولي رسمي! ليتم محاسبة تركيا فيما بعد! كما ورطوا صدام حسين في الكويت عندما صرّحت أميركا بأن المشكلة بين العراق والكويت شأن داخلي!!!.

الأتراك جهّزوا أنفسهم لأي حدث طارئ قد يضر بالأمن القومي التركي من خارج الحدود، فحصلوا على قرار رسمي من البرلمان التركي يُجيز فيه استخدام القوة الجوية والبرية خارج حدود تركيا وخاصة في العراق وسورية "إذا دعت الحاجة لذلك".

الأتراك صرّحوا بأنهم جاهزون للتدخل في سورية ضمن قرارات دولية رسمية، ولضرب النظام وفصيل الدولة في آن واحد..

والأتراك يعلمون جيداً أن هذا التصريح سيُحرج أميركا والغرب وإيران! وسيسحب البساط من تحت أقدامهم! وسيرمي بالكرة في ملعبهم!، لأن الأتراك يعلمون أن الأميركان هم من يحمي النظام النصيري من السقوط، لأنهم لم يجدوا في غيره البديل المناسب لهم! وبالتالي هم يعملون على تأهيله وإعادة إنتاجه من جديد! وهذا ما لا تقبله تركيا، لأنه سيضر بالأمن القومي التركي.

وهذه خطوة سياسية ذكية من تركيا، وباعتقادي هي فرصة ذهبية بيد الأتراك إن أحسنوا إدارتها حتى النهاية ..

الأميركان والأتراك دخلوا مرحلة حرجة جداً من لعبة عض الأصابع ..

فالدولة الإسلامية تتقدم على الأرض، وبتقدّمها هذا هي تُفشل مشاريع أميركا التقسيمية في سورية والعراق، وهذا يضر بمصالح أميركا وعملائها ..

والمظاهرات الكردية داخل تركيا تتصاعد بشكل ملحوظ وتحظى بتغطية إعلامية كبيرة جداً أميركياً وغربياً وعربياً وهذا يضر بمصالح تركيا ويضع الأمن القومي التركي في خطر غير مسبوق .. وعامل الزمن في الأحداث أصبح ضيقاً وحرجاً .. والرابح هو من يتحمل أكثر ..

اللهم اجمع كلمة المسلمين ووحد صفوفهم .. واجعل تدمير أميركا في تدبيرها .. واجعل الأميركان وعملاءهم غنائم للمسلمين .. اللهم آمين.

عن الكاتب

نمر حسني يوسف

دراسات عليا في الشريعة


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس