ترك برس

قال شادي حميد الزميل الأقدم في معهد بروكنغز إن منفذي محاولة الانقلاب في تركيا كانوا مُدركين للفشل الأمريكي في إعاقة الانقلابات العسكرية السابقة وخاصة في مصر، مضيفًا أن الولايات المتحدة ستكون "مُتسامحة" تجاه مدبّري الانقلاب في حال نجاحهم.

كما صرح حميد بأنه ليس هُناك شك في أن مُدبّري الانقلاب فكّروا في أنفسهم: "حسنًا، في الانقلابات السابقة التي حدثت في الشرق الأوسط، بما في ذلك انقلاب مصر، ماذا كان الموقف الأمريكي؟".

وقال حميد خلال جلسة لمركز الدراسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية "سيتا" (SETA) في واشنطن: "لا بُد أن مُدبّري الانقلاب كانوا واعين لهذه السابقة الخطيرة".

ورأى حميد أنّه في حال نجاح محاولة انقلاب 15 تموز/ يوليو فإن الولايات المتحدة كانت ستتسامح مع مُدبّريها، مضيفًا أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يحتفظ "بمكان ناعم للدكتاتوريين... لنكن صريحين بشأن ذلك... موقفه سيكون محاولة صنع سلام مع الانقلاب إذا كان هذا هو الذي ستذهب إليه تركيا".

إلا أن حميد حذر من نظريات المؤامرة حول التورط الأمريكي في الانقلاب، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عمل على فصل الولايات المتحدة عن الشرق الأوسط. وقال حميد: "إن المشاركة في خطة انقلاب تستغرق وقتًا طويلًا وجهدًا وانتباهًا، وهذا أمر لا يُتصوّر تورط أوباما فيه من وجهة نظر منطقية".

وتمر العلاقات بين أنقرة وواشنطن بتوتر منذ محاولة مجموعة متمرّدة من الجيش التركي الإطاحة بالدولة التركية الشهر الماضي.

وتسعى تركيا من خلال جهود إلى تسليم الداعية التركي المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية فتح الله غولن، المُتّهم الأول بتدبير الانقلاب. وتتّهم الحكومة التركية منظمة غولن الإرهابية بتدبير محاولة الانقلاب الدموية الفاشلة التي خلّفت 240 قتيلًا وألفين و200 جريح.

وحاول المدير التنفيذي لمؤسسة سيتا في واشنطن قدير أوستون صبّ ماء بارد على هذه المخاوف قائلًا إن مُحاكمة زعيم تنظيم بي كي كي عبد الله أوجلان وُصِفت من قبل مُراقبين أوروبيين بأنها عادلة وأنّه ينبغي توقّع حدوث المثل لغولن، قائلًا: "إن مُحاكمة عادلة ممكنة جدًا. وإن لدينا سابقة على ذلك".

وتُصرّ الإدارة الأمريكية على الوفاء بمُقرّرات اتفاقية موقّعة بين واشنطن وأنقرة في عام 1981. ويقول أوستون: "إن الإدارة مُحقّة في الإشارة إلى العملية القانونية، أعتقد أن الأتراك يدركون ذلك تمامًا، لكن هناك جانب سياسي أيضًا لهذه المسألة... أنت بحاجة إلى طمأنة الأتراك الذين يمرّون بهذه الصدمة بأن الولايات المتحدة ستقف معهم كحليف سياسيًا وقانونيًا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!