ترك برس

رأت صحيفة يسرائيل هايوم أن النجاح السريع الذي حققته العملية العسكرية التركية في شمال سوريا وضع إدارة الرئيس أوباما في مأزق كبير، وأن الأمريكيين فوجئوا بالتحرك التركي الواسع الذي لم يتم بالتنسيق معهم.

وقالت الصحيفة المقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن البيت الأبيض لم يضع في حسبانه ما أقدمت عليه تركيا، بل كان يعمل بجد على خطة سرية تنضم في إطارها قوات أمريكية خاصة إلى القوات التركية المهاجمة، لكن أردوغان بدأ العملية دون إبلاغ الأمريكيين.

وأضافت الصحيفة في مقال لمحلل شؤون الشرق الأوسط بوعاز بيسموت، إن التدخل التركي لم يفاجئ الأمريكيين فحسب، بل إن النجاح السريع الذي حققته القوات التركية على الأرض بالاستيلاء على مدينة جرابلس خلال ساعات زاد من تفاجئ الأمريكيين الذين كانوا على قناعة بأن معركة جرابلس ستستمر لأيام أو حتى لأسابيع.

وقال بيسموت إن المناورة التركية التي تهدف أولا إلى منع الميليشيات الكردية من السيطرة على مناطق في شمال سوريا وضعت واشنطون في مأزق خطير، لأن الأخيرة تسعى إلى تشكيل جبهة موحدة قبل لقاء أردوغان أوباما في الوقت الذي تنظر فيه أنقرة إلى الوحدات الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي شركاء أمريكا على أنها منظمات إرهابية.

 ورأى الكاتب أن تركيا صارت لاعبا مهما ولاسيما في سوريا، وأن غضب أردوغان من الغرب سرع من تقاربه مع روسيا وطهران، بل وحتى التقارب مع الأسد، مشيرا إلى أن دفء العلاقات مع هذه العواصم يمكن أن يعجل بإيجاد حل للأزمة السورية بعد أن أدرك الجميع أنه لن يكون منتصر واحد في هذه الحرب.

وبحسب الكاتب فإن الروس متحمسين للتقارب مع أنقرة، لأنهم يدركون أهميتها ووزنها في المنطقة، وأن تباعدها عن واشنطون يعزز من مكانة موسكو في منطقة الشرق الأوسط.

ونوه بيسموت إلى أن التقارب مع روسيا وطهران منح الرئيس أردوغان مساحة جادة للمناورة في سوريا، وسمح له بالعمل في جرابلس دون تنسيق مع واشنطن.

وقال الكاتب إن السيناريو المحتمل لإنهاء الصراع في سوريا بعد التقارب التركي مع روسيا وإيران يعد سيناريو كابوسي لإسرائيل، فستكون إيران على حدودها في الجولان، والأسد في قصره في دمشق، ونفوذ الروس في سوريا يتزايد، وتركيا تواصل مكاسبها على حساب الأكراد، وهذا ما لم تتمناه إسرائيل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!