فيردا أوزير – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

تحولت عملية دخول الموصل إلى قصة درامية مع كثرة التطورات التي تصادفها كل يوم، فهل حقا بتنا على أبواب الموصل كما يتكلمون ويدّعون؟ أم أن الأمر غير ذلك مع إعلان الرئيس أردوغان مشاركته في المعركة يوم العيد؟ وهل ستدخل القوات التركية العراق كما دخلت سوريا؟ أم أن كل هذه التكهنات خاطئة وأن المعركة ستؤجل إلى أبعد من ذلك؟

تأجيل العملية

متى ستبدأ معركة الموصل؟ كان الحديث سابقا عن أن المعركة ستكون مع بداية الشهر الحالي، لكن وكما نرى فقد انقضى الشهر ولم تبدأ العملية، أما الآن فالحديث يدور عن بداية مؤجلة لها حتى شهرين أو ثلاثة. كانت الخطة تقضي بأن تكون المعركة قبل الانتخابات الأمريكية؛ حتى تكون نهاية جيدة للرئيس أوباما ولا يتحمل الرئيس القادم أعباءها.

السؤال الثاني هنا: هل ستدخل تركيا هذه المعركة؟ الجواب هو نعم، أما سبب ذلك فيُعزى إلى 1- تخليص المدينة من احتلال تنظيم داعش 2- إنهاء تواجد حزب العمال الكردستاني في مدينة سنجار القريبة من الموصل 3- حماية التركمان المتواجدين في المدينة ومدينة تلعفر القريبة منها وإعادة التركمان الشيعية إليها 4- منع أي خطط توسعية وطائفية للحشد الشعبي لمدينة تلعفر التي كان يسكنها التركمان الشيعة قبل هروبهم من تنظيم داعش.

هل سيشارك حزب العمال الكردستاني في المعركة؟

تُفضّل أنقرة خيار عدم إرسال القوات البرية إلى معركة الموصل، لكن ستغيّر رأيها إذا حصل أحد الأمرين: الأول وهو أن يقوم تنظيم داعش بمجازر في تركمان تلعفر، أما الثاني فهو إذا قام حزب العمال الكردستاني بالتحرك نحو تلعفر القريبة منه. ترى أنقرة مشكلتها مع حزب العمال الكردستاني من وجهين: الأول فهو إمداد بغداد المستمر لحزب العمال الكردستاني بالمال والسلاح، وقد أثبتت أنقرة هذا الأمر بأكثر من خمسين مرة، أما الوجه الثاني فهو الإلحاح المستمر لحزب العمال الكردستاني على بغداد من أجل المشاركة في معركة الموصل المرتقبة، وما تزال أنقرة تتابع هذا الأمر عن كثب وترقّب.

انهيار معسكر بعشيقة

ماذا تقول بغداد عن التدخل التركي في معركة الموصل؟ بالتأكيد هي لا تريد من تركيا أن تتدخل في المعركة وتقول إنها تستطيع إتمامها من دون أي تدخل خارجي، وتكتفي بغداد بالدور التدريبي لتركيا كما في معسكر بعشيقة الذي تم فيه تدريب 3 ألف مقاتل من الحشد الوطني لأبناء الموصل، وتدريبها لمجموعات أخرى من البشمركة في أماكن أخرى متفرقة، لكن الأمر لم يكن مستتبا على معسكر بعشية القريب من الموصل، فحصلت الأزمة بين العاصمتين حتى قامت أنقرة بتسليم المعسكر للقوات الأممية. لم يكن معسكر بعشيقة هو الخلاف الوحيد الذي جمع العاصمتين، بل ما يزال موضوع حزب العمال الكردستاني أمر يوتّر السياسيين في أروقة أنقرة وبغداد.

بعد كل هذا يبقى أن نسأل: ما هو السبب الحقيقي في تأخر عملية الموصل؟ وكم من الوقت تحتاج هذه العملية بعد انطلاقها؟ وهل سيكون هنالك أي دور للبشمركة وإيران في اللعبة السياسية؟ كل هذه الأسئلة وأكثر سنعرف حقائقها في الأيام القادمة...

عن الكاتب

فيردا أوزير

كاتبة صحفية تركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس