عبد القادر أوزكان – صحيفة ميللي غزته – ترجمة وتحرير ترك برس

من خلال متابعتنا لنشرات الأخبار، يمكننا أن نلاحظ أنّ الغارات الجوّية لطائرات التّحالف لا تستطيع أن تعيق تقدّم عناصر تنظيم الدّولة الاسلامية. فعندما تكثّف طائرات التّحالف غاراتها على العراق، نجد أنّ التنظيم يتقدّم في سوريا. وعندما تركّز هذه الطّائرات قصفها على سوريا، نجد التنظيم قد قطع شوطا كبيرا في العراق. بالمحصّلة نجد أنّ الهدف المشترك لطائرات التّحالف في العراق وسوريا هو تنظيم داعش.

الى جانب هذا نجد أنّ القائمين على أمور السياسة في تركيا يتبادلون الإتّهامات بين بعضهم البعض من خلال استغلال قضيّة تنظيم الدّولة الاسلامية. فهم في حالة سباق كلاميّة فيما بينهم. فترى أنّ قادة بعض الأحزاب يقولون " ان استطعتم الذّهاب الىبلدة كوباني فإذهبوا وأنقذوها" وترى البعض الأخر يقول " فلتفتح الحكومة التركيّة الحدود لنذهب الى كوباني ونوقف تنظيم الدّولة عند حده"

خلاصة الكلام، يمكننا أن نقول أنّ بعض القادة السياسيين الأتراك يؤيّدون دخول تركيا في حرب برّية مع هذا التنظيم في سوريا من خلال ما يطلقونه من تصريحات في هذا الصّدد. وذلك دعما منهم للإرادة الامريكية الرّاغبة في اقحام الدّولة التركية في هذه المعركة.

وبالاستناد الى ما تنشره وسائل الإعلام، فإنّ المباحثات المكثّفة بين وفدي الولايات المتّحدة الأمريكية والتّركيّة تجري على قدم وساق منذ عدة أيام من أجل إقناع الجانب التركي للسّماح للقوّات الامريكية باستخدام قواعدها العسكرية لضرب مواقع التنظيم في سوريا والعراق. فالجانب التركي يطالب بإقامة مناطق آمنة داخل الأراضي السّورية مقابل السّماح لقوّات التّحالف بإستخدام قواعدها العسكريّة.  

ومع استمرار المفاوضات بين الطّرفين، تناقلت وسائل الإعلام خبر اعتراف رئيس هيئة الأركان الأمريكية "مارتن ديمبسي" الذي قال بأن الغارات الجوّية لقوّات التّحالف فشلت في منع تقدّم تنظيم الدّولة الاسلامية في الجبهات التي تحارب فيها.

عندما بدأت طائرات التّحالف بقصف مواقع تنظيم الدّولة الاسلامية في سوريا والعراق، قام العديد من قادة دول المنطقة والعالم بتحذير التّحالف حول عدم جدوى هذه العملية ما لم تصحبها تدخّل بري. لكنّ الغريب في الموضوع هو أنّه كيف استطاعت كل هذه الدّول أن تتنبّأ بهذا الشيء وغفلت الولايات المتّحدة عن عدم جدوى هذه العمليّات الجوّية.

إنّ الجميع متّفق على أنّ الغارات الجوية قد فشلت أو محكوم عليها بالفشل في القضاء على تنظيم داعش. وبما أنّ الولايات المتحدة الأمريكية وشركاءها لا يرغبون في اقحام جنودهم الى الأراضي السورية والعراقية، فإنّهم يحاولون إجبار تركيا على خوض هذه المعركة. كما أنّ إصرار الولايات المتّحدة على استخدام بعض المطارات العسكرية في تركيا، ليس من أجل تنفيذ الطّلعات الجوّية فحسب، إنّما لتدريب وتأهيل بعض المجموعات فيها.

إذا قامت الحكومة التركية بالسّماح لقوّات التّحالف باستخدام قواعدها العسكريّة، فإنّ هذه الخطوة ربّما تعود بالنفع لبعض الجماعات الارهابية مثل تنظيم بي كا كا. فمن خلال ما جرى مؤخّرا في تركيا من أحداث شغب وتظاهرات، نستطيع أن نقول بأنّ تركيا ستتضرّر أكثر من تنظيم داعش في حال سماحها لقوّات التّحالف باستخدام القواعد العسكرية.

لقد أيقنت الولايات المتحدة الأمريكية أن الغارات الجويّة التي تنفّذها ضد مواقع التنظيم لن تجدي نفعا في القضاء على داعش، لذلك تحاول الأن استخدام القواعد العسكرية التركية لتدريب وتأهيل بعض الجماعات من أجل استخدامهم في الحملة البرّية حال حدوثها.

لا بدّ أنّ القيادة التركية تعلم بالنوايا الأمريكية. لكن مجرّد العلم لا تكفي في بعض الأحيان. لذلك يجب على الحكومة التركية أن تأخذ إجراءاتها اللازمة وأن لا تعتمد كثيرا على الوعود الأمريكية في طاولة المفاوضات. لأنّنا نعلم أن القوى الاستعمارية تنسى وعودها بسهولة وسرعة.

عن الكاتب

عبد القادر أوزكان

كاتب في صحيفة مللي غزته


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس