ترك برس

قال المؤرخ التركي كمال كاربات إن ظاهرة ربط إحباط محاولة الانقلاب بتيارات فكرية وسياسية معينة من قبل بعض المفكرين والمحللين تدل على أن المفكرين وليس الشعب ما زالوا بحاجة إلى تعلم مبادئ الديمقراطية.

وذكر كاربات في حوار مع موقع الجزيرة ترك أن حصر الديمقراطية التركية بتيار معين هو منظور خاطئ يضر بها، مشيرًا إلى أن الشعب التركي يرغب في الحفاظ على العملية الديمقراطية، داعيًا الشعوب إلى زيادة وعيها بمحاور الديمقراطية دون الانشغال بأفكار المفكرين الذين يجهلون مبادئها الأساسية.

وأشار كاربات إلى أن الديمقراطية التركية تعيش مرحلة متقدمة فعمرها أكثر من 50 عامًا وهي من أقدم ديمقراطيات المنطقة، ولم تصل إلى هذه المرحلة بسهولة فقد تعرضت للعديد من محاولات التخريب في مسيرتها للوصول إلى النموذج الديمقراطي المثالي.

وفي سياق متصل، رأى كاربات أن الهدف الأساسي من محاولة الانقلاب لم يتضح بعد فهناك الكثير من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها حتى الآن، ويستحسن الانتظار حتى تنتهي التحقيقات قبل إطلاق الأحكام المسبقة.

وينتظر متابعو الشأن التركي إجابة النيابة العامة على عدد من الأسئلة المتعلقة بمحاولة الانقلاب، مثل سبب تأخر هيئة الأركان بإعلام الرئيس أردوغان بمحاولة الانقلاب، ولماذا لم يتم التنسيق بين قادة القوات البرية والجوية المعارضين للانقلاب وهيئة الأركان؟

ووصف كاربات خروج الشعب إلى الميادين بأنه سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الجمهورية، حيث تجلى وعي الشعب التركي بمكتسبات الديمقراطية في تلك اللية، ومردّ ذلك إلى الحكم المدني الديمقراطي، فالأتراك حسب كاربات يحترمون رؤساء الوزراء السابقين بولنت أجاويد وتورغوت أوزال وسليمان دميريل كونهم سعوا للوصول إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع، فيما يلعنون في الوقت نفسه الرئيس الانقلابي كنعان إيفرين الذي أُهين في المحاكم في آخر سنوات عمره ليكون عبرة لكل منقلب على صوت الشعب.

وفي سياق متصل، ذكر كاربات أن الثقافة الانقلابية غُرِست لدى الجيش التركي بعد انقلاب عام 1960، موضحًا أن فلسفة "سلام في الداخل سلام في الخارج" وإصلاحات أتاتورك هي العقيدة التي دفعته للانقلاب على الحكومات الشرعية أكثر من مرة.

وأشار كاربات إلى أن هذه الثقافة التي تُدرس للطلاب في المدارس العسكرية استُغِلّت من قبل جماعة غولن التي صورت الحكومة على أنها خطر يُهدد مبدأ أتاتورك "سلام في الداخل سلام في الخارج"، مما دفع بعض العسكر الموالين وغير الموالين لغولن إلى المشاركة في محاولة الانقلاب.

وشدد كارلات على أهمية تغيير المنهج الدراسي للمدارس العسكرية الذي تقوم به الحكومة التركية، ومنح طلاب كافة المدارس الثانوية فرصة للالتحاق بالجيش، في سبيل التخلص من هذه العقيدة.

وأضاف أن إناطة مهام تطوير الأسلحة والتكنولوجيا الدفاعية بالجيش سيكون له دور ملحوظ في إبعاد الجيش عن السياسة، مشددًا على ضرورة ابتعاد الجيش عن السياسة سواء كان السبب متعلقًا بالديمقراطية أم بمدائ أتاتورك، فمهمة الجيش أولًا وأخيرًا الدفاع عن الحدود.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!