هاكان البيرق - صحيفة قرار - ترجمة وتحرير ترك برس

كتبت المقالة التالية في شهر حزيران/ يونيو عام 2014، وأريد لفت نظركم إليها من جديد. ستقرؤون اسم "المالكي"، وهو رئيس الوزراء العراق السابق، ولا اختلاف بين الماضي والحاضر، لأنّهم متمسكون بسياستهم الطائفية.

ربما يفكر نور المالكي، بأنّ وجود داعش سيجعل القوى الدولية تقف إلى جانبه في وجه الحراك السني، الذي لم يستطع الوقوف في وجهه باستخدام قوة الجيش والشرطة. كما أنّ السيستاني يعزز الأجواء الطائفية من خلال ميليشياته، ويعتقدون بأنهم من خلال استخدام العنف ضد السنة والأكراد وسفك دمائهم، باستطاعتهم حينها السيطرة على الدولة.

المالكي لا يريد أنْ يعقل، وهؤلاء لا يعتبرون من الدروس.

العرب السنة كانوا يعبرون عن وجودهم بالسلاح، لكن الضغط التركي جعلهم يشاركون في العملية السياسية، ويشاركون في الحكومة، من أجل تحقيق السلام من جديد في العراق، ولم يعد هناك عربا سنة يقاتلون ضد الشيعة أو ضد الحكومة، لكن المالكي بكل أسف لم يدرك أهمية ذلك، وأعلن العداء لتركيا التي دعمت السلام والسلم الأهلي، واقتحموا القرى والمدن السنية بالدبابات، وأجبروا معظمهم على الهجرة، وهكذا انتهى حلم السلم الأهلي، ورفع العرب السنة  لواء العصيان.

العرب أصبح يفكرون بأنهم لا يسيطرون سوى على 15 إلى 20% من العراق، بينما 60% تحت سيطرة الشيعة، وبالتالي هذا لن يجعلهم قادرين على تغيير الموقف من خلال العملية الديمقراطية، ومع أننا بحاجة للتعامل بحسن ناويا مع الشيعة، إلا أنّ قيادة المالكي للحكومة وسياسته، وكذلك السيستاني، لا يملكون أي حسن نوايا تجاه السنة. ولذلك فإنّ الطريق الوحيد بالنسبة لنا، هو الحصول على حقوقنا من خلال الدستور كما فعل الأكراد، وتكوين حُكم ذاتي، وأنْ تصبح العراق دولة فيدرالية.

وقد أدى هذا المقترح/المشروع، إلى خوف وقلق المالكي وإيران، وعملوا على قطع الطريق على هكذا مقترح، وقرروا معاقبة الموصل "بصورة جماعية"، وهذا سيدفع السنة العرب إلى التخلي عن البحث عن حلول، وإلى المطالبة بالاستقلال، كما سيشجع هذا الأمر الأكراد للمطالبة بالاستقلال التام عن العراق.

وإذا لم تعمل الأطراف على تأسيس دولة وسط العراق، ودولة كردستان مستقلتين، فإنّ خيرات العراق ستُدفن في وسط الفوضى العارمة، وسيدركون جميعا مع مرور الوقت بأنّ الحل الأفضل، وربما الوحيد، هو التقسيم.

اذا كانت وحدة العراق لا تجلب سوى الدمار والدم والمآسي (وهذا ما يحصل)، فلتنقسم الدولة. ربما تتسائلون كيف يمكنني أنْ ادعو الى هذا الأمر وانا أؤيد وحدة الأمة الإسلامية؟ الإجابة كالتالي: البصرة ستتحد مع إيران، ووسط العراق وكردستان ستتقاربان مع تركيا، وهكذا سيعيش العرب السنة والعرب الشيعة تحت علمين، وحينها سيتعاملون مع بعضهم البعض مضطرين لتبادل المصالح بينهما، بمعنى أنّ تقسيم العراق يوحد الأمة الإسلامية، والله أعلم.

ماذا عن داعش؟ هذه مجرد فقاعة، تذهب كما أتت، ولن يكون لها دولة، ولن تستطيع الثبات، وحتى لو أصرت على تشكيل دولة، فإنّ الشعب هناك سيلفظها.

نحن نمر عبر مرحلة مرعبة، لكن نهايتها ستكون خيرا إن شاء الله.

عن الكاتب

هاكان البيرق

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس