سبوتنيك تركيا - ترجمة وتحرير ترك برس

كشف أحمد يلماز، ممثل ومخرج فيلم "حُبي بقي في عينيه"، عن تفاصيل حول مقتل "محسن يازيجي أوغلو"، رئيس حزب الاتحاد الكبير، الذي سقطت طائرته المروحية سنة 2009 أثناء توجهه إلى إحدى المهرجانات الخطابية، مما أدى إلى وفاته وعثور السلطات على كل من الطائرة وجثته بعد 48 ساعة من الحادثة.

وتحدث يلماز عن سيناريو الفيلم الذي أخرجه، والذي يُشبه إلى حد كبير قصة اغتيال "محسن يازيجي أوغلو"، حيث يعتمد السيناريو على شخصيتين هما "ماهر" و"ظافر"، اللذان فقدا أعينهما جراء انفجار حصل سنة 1980، وبدآ البحث عن الخفايا حول هذه الحادثة.

وأشار يلماز إلى أنّ هدف الفيلم هو إثارة الفضول والبحث والتحري لدى المتابعين، مؤكدا أن الكثير من حالات الاغتيال أو حوادث السير التي حدثت في تاريخ تركيا تعود إلى أسباب غامضة لم يتم الكشف عنها حتى الآن، على غرار مقتل عبد الله تشاتلي، والبروفيسور محمود أسد، والسياسي محسن يازيجي أوغلو.

وفيما يتعلق بحادثة سقوط الطائرة المروحية التي كانت تقل محسن يازيجي أوغلو، كشف يلماز أنّ محسن اتصل به في إحدى الليالي سنة 2009، وطلب منه الحضور إلى إحدى المقاهي. وحين ذهب إلى هناك ليجتمع به، وجد أربعة أشخاص آخرين يجلسون معه. وقد أعطاه أحد الجالسين ويُدعى آيدوغان وطنداش، كتابا وطلب منه أنْ يكتب سيناريو وفقا لما يحتويه هذا الكتاب.

وعن تفاصيل تلك الجلسلة يقول يلماز:

"كنا جالسين نتحدث، وأعطاني أحدهم كتابا وطلب مني أنْ أكتب سيناريو وفقا لمحتوى الكتاب، وبعد ذلك أخرج محسن يازيجي أوغلو هاتفه، وعرض بعض الصور لإنجيل برنابا، وقال لي: "سمعت أنّ كل مَن يرى هذه الصور يموت". رد عليه أحد الجالسين قائلا: "وهل رأيتها أنت سيدي؟". فأجاب محسن: "نعم أنا أراها الآن"، وبعد مرور 15 يوما فقط من هذه الجلسة وهذا الحديث سقطت مروحية محسن يازيجي أوغلو ولقي مصرعه".

وأشار يلماز إلى أنّ آيدوغان وطنداش الذي عُرض عليه الكتاب وطُلب منه السيناريو، كان قد بعث إليه برسالة عبر موقع فيسبوك قال فيها: إن "مسؤولينا لا يريدون الخوض أكثر في الحديث عن حادثة سقوط المروحية ووفاة محسن". وفي هذا السياق، قال يلماز إنه "قبيل أحداث 17-25 كانون الأول/ ديسمبر سنة 2012 التي قامت بها جماعة غولن، تفاجأت أنّ آيدوغان وطنداش قد حذفني من الفيسبوك وحُذفت رسائله الواردة إلي، وتفاجأت أنّ هذا الرجل من المطلوبين للعدالة بسبب تورطه في أحداث 17-25 ديسمبر، والحمد لله استطاع أحد الأشخاص استرجاع الرسائل بيني وبينه، وقمت بتسليمها للقضاء، بعدما بدأت الأمور تتضح حول الجماعة التي تقف خلف مثل هذه الاغتيالات والحوادث".

وعن علاقة الحادثة بموضوع إنجيل برنابا، صرح يلماز أن "فتح الله غولن قام بتقبيل يد بابا الفاتيكان وطُلب منه، على ما يبدو، البحث عن نسخة إنجيل برنابا الضائعة. كما أعتقد أنّ محسن يازيجي أوغلو قد عثر عليها، وقام بتسليمها للسلطات التركية، أو ربما عثرت عليها السلطات التركية بيده، ولهذا السبب قررت الجماعة التخلص منه، كما فعلت عندما تخلصت من عبد الله تشاتلي، بسبب كشفه لهم ولمؤامراتهم واطلاعه على تفاصيل أعمالهم القذرة".

وتوصلت التحقيقات إلى أنّ رجالا من جماعة فتح الله غولن، قاموا بنزع جهاز الإحداثيات من الطائرة المروحية التي كانت تقل محسن يازيجي أوغلو، مما أخّر طواقم البحث للوصول إلى مكانها مدة 48 ساعة، وهي فترة زمنية كافية تماما للتأكد من مقتله. وأشارت المصادر حينها إلى أنّ طواقم البحث كانت تبحث في مكان يبعد أكثر من 100 كيلومترا عن مكان سقوط المروحية، مما يعني ربما تورط طواقم البحث أيضا في عملية التمويه والانتظار طيلة هذه المدة الزمنية.

والمُلفت للنظر أنّ من بين الأسماء المتهمة في هذه العملية، تلك التي شاركت في محاولة الانقلاب ليلة 15 تموز/ يوليو بصورة فعلية، ومنها أسماء فرت وهربت إلى اليونان، بعد مشاركتها في محاولة اغتيال أو اختطاف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي كان يقيم في فندق في مرمريس تلك الليلة.

وأكّد يلماز احترامه الكامل للقضاء ومجرى التحقيقات، وهو ما دفعه إلى حذف أربعة مشاهد من فيلمه الذي قام بإخراجه، كي يتسنى للقضاء والتحقيق أنْ يأخذ مجراه بعيدا عن الكشف عن المزيد من المعلومات التي قد تساهم في هروب واختفاء المتهمين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!