جلال سلمي - خاص ترك برس

قال رئيس قبرص التركية السابق "درويش إروغلو" إن العائق الرئيسي أمام عملية المفاوضات بشأن قبرص ليس فقط إصرار الطرف القبرصي الرومي على إلغاء مسألة الضمان العسكري لتركيا واليونان وبريطانيا، بل إن هناك دولًا كإسرائيل ومصر مثلًا لا ترغب بالتوصل إلى حل يلائم الطموحات التركية، بل ترغب في حل يكسر السيطرة التركية في حوض البحر المتوسط.

ويشهد مكتب الأمم المتحدة في جنيف بسويسرا، منذ العاشر من الشهر الجاري، محاولات مكثفة للتوصل إلى حل للقضية القبرصية، إلا أن هناك شواهد لوجود عوائق أمام تلك المحاولات، تحدث إروغلو عنها في حوار مع موقع الجزيرة ترك، مشيرًا إلى أن أهم العوائق هو مطالبة أحد الاطراف بإنهاء الضمانة التركية على الجانب التركي للجزيرة وبالتالي التخلص من الطرف التركي تمامًا وإحكام سيطرتها على الجزيرة.

وأضاف إروغلو أن العوائق السياسية ليست هي من يعرقل محاولات الحل، بل أن "التباين المجتمعي والثقافي والتاريخي الحاد" بين القوميتين التركية واليونانية كان سببًا أساسيًا في اندلاع الحرب بين الطرفين لسنوات طويلة، موضحًا أن هذا التباين يعرقل التوصل إلى حل يقضي بتأسيس جمهورية قبرصية موحدة، ومن يحاول تخطي هذا التباين يتجه نحو إشعال الحرب في الجزيرة من جديد.

وبحسب إروغلو، فإن الحل المثالي لمسألة الجزيرة هو الإبقاء على التقسيمة الجغرافية لها، وتحقيق اعتراف دولي "بجمهورية قبرص التركية الشمالية" التي تعترف بها تركيا فقط، وهو الحل الاستراتيجي الذي لا تريد الأطراف المعنية الاعتراف به، وسواء عرقلت الأطراف المتفاوضة هذا الحل أم تجاهلته، فإنها ستُرغم على تطبيقه عاجلًا أم آجلًا حسب إروغلو.

وتشهد مسألة قبرص مفاوضات مكثفة بين الطرفين التركي واليوناني منذ عام 1968، وبالرغم من مبادرات الحل الإقليمية والدولية للأزمة، إلا أن الأزمة ما زالت تخيم بظلالها على الإقليم. وفيما توقع البعض أن يكون مؤتمر جنيف المحطة الأخيرة للمفاوضات، يُنذر التصعيد الإعلامي والدبلوماسي التركي اليوناني المتزامن مع طرح الشروط الخاصة بالمؤتمر، بأن الأزمة قد تظل على حالها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!