ترك برس

قال خبراء إن دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتجاه إنشاء مناطق آمنة في سوريا ربما يجبره على اتخاذ بعض القرارات الخطرة التي تعتمد على مدى استعداده لحماية اللاجئين، وتتضمن هذه القرارات إسقاط طائرات روسية أو سورية أو نشر آلاف الجنود الأمريكان، وذلك في حديث لوكالة رويترز.

وكانت الحكومة التركية قد ضغطت على الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لإنشاء منطقة حظر طيران على الحدود السورية مع تركيا، لكن جهودها لم تكلل بالنجاح، كما أنها تختلف مع الولايات المتحدة حول دعمها لمجموعات كردية مرتبطة بتنظيم بي كي كي الإرهابي.

وصرح ترامب يوم الأربعاء قائلًا "إنه سينشئ بالتأكيد مناطق آمنة في سوريا" للاجئين الهاربين من العنف. ووفقًا لوثيقة اطّلعت عليها وكالة رويترز، يُتوقع أن يأمر الرئيس الأمريكي البنتاغون ووزارة الخارجية بتقديم مسودة خطة لإنشاء مثل هذه المناطق في سوريا وفي دول مجاورة.

ولم تفصح الوثيقة عمّا قد يجعل المنطقة الآمنة "آمنة" وما إذا كانت ستحمي اللاجئين فقط من الأخطار على الأرض، مثل المقاتلين الإرهابيين، أو إذا كان تصور ترامب هو عن منطقة حظر طيران بحماية الولايات المتحدة وحلفائها.

وإذا كان الطيران محظورًا فوق المنطقة المزمع إنشاؤها، فإن على الرئيس ترامب التوصل إلى اتفاق من نوع ما مع روسيا أو أن يأمر الجيش الأمريكي بإسقاط الطائرات الروسية أو السورية إذا شكّلت تهديدًا للمقيمين في تلك المنطقة، الأمر الذي رفض الرئيس الأمريكي السابق أوباما القيام به.

ورأى جيم فيليبس الخبير في شؤون الشرق الأوسط لدى مؤسسة هيريتيج للأبحاث في واشنطن، أن إنشاء مثل هذه المنطقة "يرتبط بشكل مباشر بالاستعداد إلى الذهاب للحرب من أجل حماية اللاجئين"، مشيرًا إلى أن روسيا تمتلك أسلحة دفاع جوي متقدمة.

وقد وعد ترامب خلال حملته باستهداف مقاتلي تنظيم داعش، وسعى إلى تجنب الانجرار إلى داخل الصراع السوري، مما أثار تساؤلات حول رضاه عن الضمانات المقدمة ربما من قبل موسكو بأن الطائرات السورية والطائرات الروسية لن تستهدف تلك المنطقة.

وفي موسكو، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكريملين إن ترامب لم يتحدث مع روسيا بهذا الشأن محذرًا من أن عواقب مثل هذه الخطة "ينبغي النظر فيها".

وأضاف أن "من الضروري أن لا تُفاقم (هذه الخطة) الوضع مع اللاجئين".

فيليبس وعدد من الخبراء وبينهم مسؤولون سابقون في الإدارة الأمريكية قالوا إن عددًا من اللاجئين لن يكونوا مقتنعين بالضمانات من موسكو، في حين أن أي صفقة مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، المدعوم إيرانيًا كذلك، ربما لا تروق لحلفاء أمريكا العرب.

وقد رفض البنتاغون التعليق على الخبر يوم الخميس حسب وكالة رويترز، وقال إنه لم يتم تسليم أي توجيهات رسمية لتطوير مثل هذه الخطط، وإن بعض المسؤولين العسكريين الأمريكان بدا أنهم لم يعلموا بشأن الوثيقة قبل أن يسمعوا عنها في الإعلام يوم الأربعاء.

وقال  الكابتن جيف ديفيس المتحدث باسم البنتاغون: "إن وزارتنا تتولى الآن أمرًا واحدًا في سوريا، وهي تدمير وهزيمة داعش".

عـشـرات الآلاف مـن الـجـنـود

تُعد دعوة ترامب إلى إنشاء مناطق آمنة جزءًا من توجيه أكبر يتوقع أن يوقّعه في الأيام المقبلة، ويتضمن حظرًا مؤقتًا لدخول معظم اللاجئين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتعليقًا لإصدار الفيزا لمواطني سوريا وست دول شرق أوسطية وأفريقية تعتبر مصدرًا محتملًا للتهديد الإرهابي.

وخلال حملته الانتخابية وبعد انتهائها، دعا ترامب لإنشاء مناطق حظر طيران لإيواء اللاجئين السوريين كبديل عن السماح لهم بدخول الولايات المتحدة الأمريكية. كما اتّهم ترامب إدارة الرئيس أوباما بالفشل في التدقيق بشأن المهاجرين السوريين الذين دخلوا الولايات المتحدة الأمريكية لضمان أنهم لا يملكون علاقات عسكرية.

ويتوقع أن تتطلب أي منطقة آمنة ستضمنها الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا حمايةً عسكرية. ويتطلب تأمين الأرض وحده آلاف الجنود، حسبما صرح مسؤولون أمريكيون سابقون وخبراء لوكالة رويترز.

أنتوني كوردزمان الخبير العسكري في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، حذّر من أن إنشاء منطقة آمننة في سوريا سيتحول إلى عبء دبلوماسي يضطر إدارة ترامب إلى التورط في توترات عرقية وسياسية في سوريا إلى أجل غير مسمى.

كما حذر خبراء آخرون في حديث لوكالة رويترز من احتمال انجذاب الإرهابيين إلى المنطقة الآمنة، إما لتنفيذ هجمات ستحرج الولايات المتحدة، أو لاستخدام المنطقة لملاذ آمن قد يتمكن المقاتلون من التجمع فيه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!