ترك برس

قال المُفكّر المصري الشهير، محمد الجوادي، إن السياسة الأميركية استماتت ولا تزال تستميت في الإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأنفقت كثيرا من مالها وماء وجهها في هذا السبيل، كما لجأت ولا تزال إلى كل الوسائل الشيطانية التي من الممكن أو المحتمل أن تساعدها على ذلك الهدف.

وفي مقال له بالجزيرة نت، أشار الجوادي إلى أن مكالمات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الطويلة واتصالاته المتعددة مع الزعيم ورئيس الوزراء أردوغان (الذي أصبح رئيسا منتخبا للدولة) لم تكن عن حب لأردوغان أو إعجاب به كما تردد في ذلك الوقت المبكر.

واعتبر الجوادي أن تلك الاتصالات "كانت بحثا مستميتا عن منفذ للتآمر على رجل حاز الإعجاب الأميركي والرئاسي الأميركي، ولم يحز في الوقت ذاته القبول الأميركي والرئاسي الأميركي، وهي صيغة كيمائية نادرة لكنها أصبحت متاحة في السياسة الدولية المعاصرة.

ورأى أن "أميركا لا تزال تشعر بأن افتقادها الإسلام الصاعد -رغم كل الحرب والقهر والتمييز- يضيع منها الإفادة من مقوماته الخلقية البناءة للدولة الليبرالية؛ وهي حين تدرس الجهاد فتشوه معانيه تفعل هذا خوفا منه ومن أهله وليس خوفا عليهم.

وهي تعترف بأنها طورت نظام الوقف الإسلامي، لكنها ترى أن ما اقتبسته منه ومن نظام الصدقات أقل مما تتمناه مما حدث وتحقق بفضل تاريخ الوقف التركي على سبيل المثال.

وعلى صعيد آخر؛ فإن أميركا -التي لم تنس هزيمتها على شاطئ طرابلس الليبية التي يترجمها نشيد أميركي لا يزال يُعزف حتى يومنا هذا- لا تنسى أيضا أنها كانت تدفع ما يقترب من معنى الجزية للدولة العثمانية. وهكذا يمكن لي القول بكل وضوح إنه إذا كانت أميركا ليست قلقة من أنقرة فإنها قلقة -وقلقة جدا- من إسطنبول".

ولفت الجوادي إلى أنه بدلا من أن تنتبه أوروبا لما يمكن أن يصادفها من مصاعب ومتاعب إذا نجحت أميركا في تحقيق أي انهيار حادّ في تركيا؛ فإنها آثرت مجاملة أميركا في محاولة الحط من قيمة إنجازات أردوغان.

وأضاف أنه "سيبقى لتركيا بعد أردوغان كثير جدا مما كان لأردوغان وجماعته الفضل الأوفى فيه: دولة عصرية قوية. روح إنسانية عالية. ثقة بالنفس صادقة. ديمقراطية محسوبة متجذرة. حياة حزبية سليمة".

كما سيبقى لتركيا وفقًا للمفكر المصري، "جيش مدرب مؤهل جادّ. انتماء إسلامي جادّ. توجه اجتماعي سامٍ. مدرسة دبلوماسية نشطة. علاقات أوروبية متشعبة. خطة تنموية تلقائية التمويلذاتية الدفع"، فضلًا عن "بنية أسياسية بازغة. مؤسسات عامة باذخة. تأمين صحي مظلل. تعليم قومي متميز. أخلاق سياسية رفيعة. خبرة مضادة للعسكرة".

وشدّد الجوادي في نهاية مقاله على أن "تركيا مع أردوغان أكثر نجاحا وحماسا وإسلاما وأخلاقا منها بدونه".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!