ترك برس - ديلي صباح

عُقد مؤتمر الشباب العربي التركي الثالث في إسطنبول، وضمّ شباباً من مختلف أنحاء العالم. وكان البروفسور عدنان هياجنة أحد الأكاديميين الذين تحدثوا في جلسة الشؤون السياسية في المؤتمر. وفي مقابلة خاصة مع جريدة ديلي صباح، قيّم الهياجنة الوضع الحالي للشباب العربي والدول العربية بما في ذلك النظرة إلى تركيا وفق منظور الحكومات والشعوب.

ديلي صباح: هل يمكنك التعليق على صورة تركيا بين الدول العربية مؤخراً؟

عدنان هياجنة: أعتقد أنّ تركيا تلقى نظرة حسنة من قبل الجميع، وهذه وجهة نظر الجماهير العربية، لأنّ تركيا هي أحد الدول القليلة التي دعمت الربيع العربي وطموحات الشعوب. ربّما كانت تركيا مترددة قليلاً من حيث الربيع العربي وليبيا، لكن وبشكل عام يرى العرب كأفراد أنّ تركيا وافقت الربيع العربي وأنّها دعمت مجموعات المعارضة بالمؤتمرات، لذلك فالنظرة تجاه تركيا إيجابية. أما من وجهة نظر الحكومات، فإنّ النظرة ليست بنفس القدر من الإيجابية، لأنّ تركيا تحاول الحفاظ على النظام الإقليمي بكونها القوة المُهيمنة إقليمياً، وأن تخلق تحالفات مثل تحالفها مع الإخوان المسلمين في مصر. لذلك هناك صراع في وجهات النظر، ولكن بشكل عام، أعتقد أنّ تركيا فعلت الكثير للعرب مثل دعم غزة والفلسطينيين ودعم طموحات الشعوب.

ديلي صباح: هل هذه النظرة تختلف بين شعوب وحكومات الدول العربية؟

هياجنة: أعتقد بشكل عام أنّ تركيا هي نموذج للدولة المسلمة الديمقراطية.

عدد من الدول الأغنى ترى بأنّه لا يمكن امتلاك الديمقراطية والتنمية في الوقت نفسه. ومع ذلك، فإنّ تركيا التي كانت تعدّ دولة متخلّفة منذ 15 إلى 20 عاماً باتت من الدّول الرائدة في العالم. فقد اكتسبت الكثير من الاحترام بعد أن أصبحت دولة قوية والعالم يأخذ تركيا الآن على محمل الجد، وهذا الأمر له دلالة كبيرة. لذلك فإنّ دولاً أخرى تعتقد بأنّه إذا كان بإمكان تركيا الوصول إلى ذلك، لماذا لا يمكننا نحن فعل ذلك أيضاً؟

ديلي صباح: كانت تركيا والدول العربية تدعم الإطاحة بالأسد في سوريا. ومع ذلك، كانت دول الخليج العربي باستثناء قطر سعيدة بالإطاحة بمحمد مرسي عبر الانقلاب العسكري في مصر. لماذا برأيك وصلت تركيا والدول العربي إلى مختلف طرق في هذا الصدد؟

هياجنة: أعتقد أن معظم الأنظمة هي ضد الربيع العربي، ما يعني أيضاً أنّهم ضد إعطاء قوة تقرير المصير للشعوب، وأنّ هناك اختلاقاً للأعذار. أحد هذه الأعذار هو أنّ الإخوان المسلمين قد يسيطرون على التحالفات بين قطر وتركيا ومصر. وهذا ربما ما دفع السعودية والإمارات على سبيل المثال إلى دعم الانقلاب في مصر وتصنيف الإخوان المسلمين منظمة إرهابية حتّى قبل ظهور تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وحين لم يكن أحد يتحدث بشأنه. لذلك فإنّ معظم الأنظمة ضد الربيع العربي؛ لأنهم يريدون الحفاظ على الوضع الراهن، لأنّه في حال استمرار الربيع العربي ونجاحه، فإنّه قد يغير سمات الدّول وآليات صنع القرار فيها. وفي تلك الحال كُنّا سنمتلك توازناً أكبر على الصعيد المحلي وشفافية أكثر فعّالية، لكنّ هذا يتطلّب وقتاً، كما سنشهد تغيّراً في السياسة الخارجية. حتّى القوى الخارجية مثل الولايات المتحدة الأمريكية ليست مهتمّة بالتّعامل مع 300 مليون عربي، فهم يفضّلون أكثر التّعامل مع 20 أو 22 زعيماً.

من هو عدنان هياجنة

البروفسور عدنان هياجنة هو أستاذ علم السياسة في قسم العلاقات الدولية في جامعة قطر والجامعة الهاشمية في الأردن. تلقى شهادة الدكتوراة بعلم السياسة من جامعة أريزونا في أيار/ مايو 1995. له أكثر من 40 مؤلفاً، يركّز في آخرها على الربيع العربي وعلاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالشرق الأوسط. كما عمل مع عدد من المؤسسات بما فيها جامعة الأمم المتحدة، والمعهد الدبلوماسي في الأردن، والجامعة الأردنية، وجامعة آل البيت، وجامعة أريزونا. اهتماماته البحثية الأساسية هي في العلاقات الدولية والتنمية السياسية والاقتصادية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، وحل الصراعات، والسياسة الخارجية الأمريكية مع تركيز خاص على الشرق الأوسط ومجلس التعاون الخليجي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!