ترك برس

أكّد دبلوماسيان أمريكيان أن الولايات المتحدة لا تُصنّف "فتح الله غولن" والميليشيات الكردية في شمال سوريا ضمن خانة الإرهاب، فيما أشار باحث في الشأن التركي إلى أمل أنقرة في تغيّر موقف الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، تجاه هذين الملفين.

جاء ذلك خلال مشاركتهم في برنامج "من واشنطن" على قناة الجزيرة القطرية، والذي ناقش مستقبل العلاقات التركية الأميركية في عهد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب.

وقال الباحث في الشأن التركي سعيد الحاج إن "تركيا تمر بحالة استثنائية في مرحلة ما بعد المحاولة الانقلابية الدموية الفاشلة في يوليو/تموز الماضي التي ما زالت تداعياتها موجودة حتى اليوم، حيث إن البلاد في حالة طوارئ، وتستقبل استفتاء على تعديل دستوري يحول نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي، فضلا عن أزمات متداخلة مع العراق وسوريا وحزب العمال الكردستاني".

أكد الحاج أنه منذ أشهر هناك أولويتان واضحتان للقيادة التركية، الأولى داخلية تتعلق بتغيير نظام الحكم، وهناك نظرة بأن النظام الرئاسي سيقوي الدولة أكثر ويوحد المشهد الداخلي، وأولوية خارجية تتعلق بمنع إنشاء دويلة كردية على الحدود الجنوبية، بسبب العلاقة الموجودة بين حزب الاتحاد الديمقراطي السوري وحزب العمال الكردستاني التركي.

ولفت إلى أن تركيا استبشرت برحيل الرئيس الأميركي باراك أوباما ووصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهي تتمنى أن يغير ترامب موقف الإدارة الأميركية من تسليم فتح الله غولن المتهم الأول في المحاولة الانقلابية الفاشلة، ومن دعم الفصائل الكردية المسلحة، لكن الموقف الأميركي لم يتغير حتى الآن.

من جانبه، أكد السفير الأميركي الأسبق في تركيا روبرت بيرسون أن الحكومة والإعلام في الولايات المتحدة يتابعون بصورة جيدة الأحداث في تركيا، ويرون أن تركيا على وشك إعطاء صلاحيات أكبر للرئيس رجب طيب أردوغان، ويعتقدون أن كثيرين من الشعب التركي لا يريدون ذلك.

أما فيما يتعلق بسوريا فقد شدد بيرسون على أن الأكراد لم يختاروا القتال ضد تنظيم الدولة، لكن التنظيم هو الذي تمدد في مناطقهم، والإدارة الأميركية تعتبر الأكراد هم الجهة الوحيدة المستعدة لقتال التنظيم في سوريا، ولذلك تتعاون معهم.

ومضى قائلا "الولايات المتحدة لا تعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي منظمة إرهابية، في المقابل يوجد في الجيش السوري الحر عناصر مرتبطة بتنظيم القاعدة ومع ذلك يحظى بدعم تركيا، لذا فإن وجهة النظر الأميركية هي إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن بالاعتماد على القوات الكردية".

بدوره، اعتبر المسؤول السابق في الخارجية الأميركية نبيل خوري أن قضية فتح الله غولن مجرد زوبعة في فنجان قهوة تركي، وأن الرجل لا يعتبر إرهابيا في أميركا، ولكنه أقر بأنه يمكن لترامب أن يسلمه إلى تركيا إذا أراد ذلك لأسباب سياسية.

وبحسب خوري فإن الإدارة الأميركية الحالية تركز على شيء واحد وهو محو تنظيم الدولة بداية بتحرير الرقة، وخطة معركة الرقة موضوعة منذ عهد أوباما وتقوم على الاعتماد المباشر على القوات الكردية، ومن الصعب تغيير هذه الخطة وإدخال تركيا في الخط، ولكن يمكن حل الأزمة التركية الكردية عبر الجهود الدبلوماسية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!