ترك برس

رأى الإعلامي الجزائري والمراقب الدولي لحقوق الإنسان أنور مالك، إن هناك أقلام تحرّكت وأقدام ركضت لتشويه الدولة التركية وإبرازها كصاحبة مشروع عنصري يُهدّد الوجود العربي، مشدّدا على أن "العالم العربي لا يمكن أن يستغني عن تركيا ولا تركيا يمكن أن تستغني عن العرب".

وفي مقال له بموقع "أخبار تركيا"، تحدّت مالك عن "عملية تغذية الشعور بالقومية والتي بلغت منتهى العنصرية من خلال مشروع ملالي إيران الذي يتواجد في كل الملاعب القذرة من عنصرية للعرق الفارسي إلى طائفية للفكر الشيعي وغلو في النزعة القطرية"

رأى أن "الشعور القومي يظهر بوضوح أيضا في دعم المسألة الكردية وكذلك محاولات بائسة غير يائسة لتحريك النزعة البربرية في شمال أفريقيا ودول المغرب الكبير خاصة".

وقال مالك: "على مدار سنوات طويلة من الحشد الفكري والثقافي، توفرت أدوات عديدة لرفع عقيرة العنصرية للعرق التي تزيد في تعميق هوّة صراعات تتحوّل تدريجياً نحو حروب أهلية مدمرة لأوطان العرب والمسلمين".

وأوضح الإعلامي الجزائري البارز أنه في هذا الإطار يجري التركيز من خلال محاولات حشد عرقيات أخرى بعيدة عن مشهد الصراع العنصري، وتحديدا استهداف تركيا للزجّ بها في مستنقع التنافس نحو عنصرية عرقية.

وأضاف: "ولهذا الخصوص تحرّكت أقلام وركضت أقدام لتشويه الدولة التركية وإبرازها كصاحبة مشروع عنصري يُهدّد الوجود العربي، وقد أُستدعي التاريخ وحُرّكت الجغرافيا لأجل تغذية الشعور بالاضطهاد العرقي المزعوم الذي قد يُواجهه العرب مع تصاعد قوة الدولة التركية".

وأكّد مالك على أنه "لكل دولة مشروعها الوطني والإقليمي والدولي وهذا لا يعاب أبداً بل من واجبات الحاكم تجاه مواطنيه ووطنه، لكن الجرم الكبير لما يكون هذا المشروع تدميري للأعراق والملل والنحل الأخرى، وهذا قد توفّر في عدة مشاريع كمشروع إيران ومشروع الكيان الصهيوني ومشروع غربي صليبي".

وشدّد على أن المشروع التدميري "غير موجود ولا توفرت أدنى ملامحه في أجندة الدولة التركية التي تعود تدريجياً إلى حضن العالم الإسلامي بوتيرة قوية في ظل حكم الرئيس رجب طيب أردوغان، وهذا الذي لم يعجب من يتربصون بها سواء في الغرب أو الشرق".

واعتبر أن "محاولات البعض لاستدعاء العنصرية في علاقات العرب بالأتراك، لا تخرج عن إطار صبّ الزيت على نيران الحروب القائمة والتي تسير على عكازين الأول طائفي والثاني عنصري، وهو ما نراه جلياً في العراق وسورية واليمن ولبنان، وفي كل مكان تتمكّن إيران من بسط نفوذها فيه عبر ميليشيات شيعية طائفية تتحرك ضمن أجندة دولية تتجه نحو التطرف والغلو في العلاقات بين الدول".

وقال مالك إن "الدور التركي على حلبة سورية وتقليم أظافر العلمانية المتوحشة التي كانت تهيمن على تركيا ومع تجذّر الظاهرة الشعبوية في المزاج الغربي الذي أدى إلى تصاعد قوة اليمين المتطرف، كلها موبقات تساعد على تفخيخ العالم الإسلامي عبر حروب متوارثة ومتصاعدة لن تصل إلى نهاية سعيدة بل ستفتح أبواب الشقاء على المسلمين لسنوات طويلة، خاصة إن وجدت من يساعدها من النخب المثقفة والسياسية والأنظمة الحاكمة".

وتابع: "إن التقارب العميق بين الأتراك والعرب وكل العرقيات التي يتنوّع بها نسيج العالم الإسلامي، يجب أن يعمل المثقفون والكتّاب على بلورته في العقول من خلال ترجمة الأفكار وتبادلها ضمن استراتيجية ثقافية وفكرية واعدة، تخدم المسلمين وتعيد الأمن والاستقرار للعالم الإسلامي".

كما أشار إلى أن "الكاتب العربي يجب أن يقرأ له الأتراك بلغتهم والكاتب التركي يجب أن يقرأ له العرب بلغتهم، وينطبق ذلك على كل الأمم الأخرى، وهذه بلا شكّ خطوة جوهرية في إطار دبلوماسية الكتّاب والمثقفين والنخب في العالم الإسلامي، التي صارت تضطلع بدور محوري في رأب الصدع وتفويت الفرص على أصحاب المشاريع النجسة التي تستهدف ثروات الشعوب وتراثها عبر صراعات كانت فكرية ثم تحولت إلى حروب عسكرية قذرة".

وخلص مالك إلى أن العالم العربي لا يمكن أن يستغني عن تركيا ولا تركيا يمكن أن تستغني عن العرب، ولا نحن من مشجعي الاستغناء عن أي عرق مهما كان لونه ونوعه، حتى الفرس أنفسهم فهم مرجعية حضارية في فكرنا الإسلامي والإنساني.

وأردف: "نحن نناهض مشروع الملالي ليس بسبب فارسية هذا أو ذاك بل بسبب عنصريته العرقية التي تجسدت في مشروع شيعي هدام لأوطان العرب والمسلمين".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!