ترك برس

فى يوم الأحد المقبل سيدلي أكثر من خمسين مليون  شخص فى تركيا بأصواتهم فى استفتاء حول تعديل الدستور لصالح التغيير من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي التنفيذي. يقول المؤيدون إن التغيير الدستوري سيجعل الحكومة تدير الدولة بكفاءة أكبر، بينما يقول المعارضون إنه انتزاع للسلطة، وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم طفيف للمؤيدين مع وجود نسبة لا بأس بها للمترددين.

وفي محاولة لمعرفة رأي الأتراك أجرت محطة بري الإذاعية الأمريكية لقاءات مع مواطنين أتراك في داخل صالون للتجميل على الجانب الأناضولي من إسطنبول.

يؤيد مصفف الشعر، سييت توران، إلغاء دور رئيس الوزراء ونقل صلاحيته إلى رئيس الجمهورية، وبالتالي تقليل نفوذ البرلمان، ويقول إن الأحزاب السياسية تبطئ إصدار القرارات، لكن مع رجل واحد سوف تسير الأمور على نحو أفضل.

لكن في مقابل رأي توران يخشى البعض من أن يؤدي التصويت بنعم إلى إنهاء الديمقراطية التركية، ومنهم مصفف الشعر تونكاي ألتان الذي قال للمحطة الإذاعية: "نريد دولة أكثر علمانية وأكثر حرية في التعبير، بيد أن بعض القرارات التي اتخذتها الحكومة بعد محاولة الانقلاب العسكري الساقط في تموز/ يوليو العام الماضي لا تشجع على ذلك".

وتقول المحطة الأمريكية إن الرئيس، رجب طيب أردوغان، قد حظي بدعم واسع منذ أن تولى رئاسة الوزراء في تركيا عام 2003 فتحسن اقتصاد البلاد الذي صاحبه نمو الطبقة المتوسطة، وجلبت سياساته المياه النظيفة التي كان كثير من المناطق التركية محروما منها، وتحسنت البنية التحتية، وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار مع الأكراد الانفصاليين، لكن وقف إطلاق النار لم يدم، ويخشى معارضوه من تحول الحكم إلى استبدادي.

يحاول ثلاثة من النساء من زبائن الصالون إقناع صاحبته هولا أصلان بالتصويت بنعم لصالح التغيير الدستوري، لكنها ما تزال تزن خياراتها، وتقول: "أنا وزوجي مترددان حقا. نحن نستمع إلى جانب واحد ونقول إنهم على حق، ومن ثم نستمع إلى الجانب الآخر ونعتقد أنهم على حق أيضًا. إن الأمر مثير للحيرة".

في جناح آخر من أجنحة الصالون المخصص للنساء توجد مصففة الشعر إليف كوتش، وهي شابة في الثامنة عشرة من عمرها تدلي بصوتها لأول مرة. وتقول إن الاستفتاء يقسم أسرتها، فعندما يزورها والدا خطيبها، يضغط عم كوتش عليهما للتصويت بـ"لا". لكن خطيبها ووالديه يقولون إنهم سيصوتون بـ"نعم"، أما كوتش نفسها فستتبع نصيحة خطيبها بالتصويت بنعم، وتقول أنا من المؤيدين للتصويت بنعم؛ لأننا نثق في أردوغان، وربما كان هذا التعديل الدستوري هو الأفضل بالنسبة لنا.

تقول كوتش وزملاؤها في الصالون إنهم يشعرون بالراحة لأن بإمكانهم أن يعملوا معا بسلام وطمأنينة، على الرغم من اختلاف آرائهم، ويأملون أيا كانت نتائج الاستفتاء يوم الأحد القادم، أن يفعل الأتراك الشيء نفسه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!