إمانويل سيميا - آسيا تايمز - ترجمة وتحرير ترك برس

بحث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، إمكانية حصول أنقرة على نظام الصواريخ بعيدة المدى اس -400 الروسي خلال اجتماع عقد فى منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود يوم الأربعاء. وقال الكرملين إن المفاوضات بين الجانبين كانت إيجابية، بيد أن العملية برمتها ما زالت تكتنفها ظلال أكثر من الضوء.

وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أعلن في 28 أبريل/ نيسان الماضي في تصريح صحفي أن الحكومة التركية وافقت من حيث المبدأ على شراء عدد غير محدد من أنظمة "اس -400" من روسيا. وأكد أوغلو أن المباحثات ذات الصلة تركز أساسا على الأسعار ونقل التكنولوجيا والإنتاج المشترك المحتمل.

صُممت منظومة S400 لضرب الطائرات والطائرات بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ البالستية، ويصل مداها إلى 400 كيلومترا، وهي مزودة برادار قادر على الكشف عن الأهداف حتى مدى 600 كم. وقد تحولت تركيا إلى هذا النظام الروسي للدفاع المتقدم بعد إخفاقها فى إبرام اتفاق لشراء منظومات صواريخ للدفاع الجوي من الاعضاء الاخرين في حلف الناتو، حيث أدت الخلافات حول الأسعار ونقل التكنولوجيا والإنتاج المشترك إلى توقف الجهود الغربية لتزويد أنقرة بدرع دفاع صاروخي حديث.

كان من المقرر أن تشتري تركيا منصة الدفاع الجوي الصينية FD200 في عام 2015، إلا أنها ألغت العقد الذي بلغت قيمته 3.4 مليار دولار بسبب عدم رغبة بكين في نقل التكنولوجيا، وضغوط من أعضاء الناتو حول شراء أنقرة نظاما لا يمكن دمجه في منظومة الحلف الدفاعية.

بيع المنظومة الروسية لبلد عضو في الناتو

هناك شكوك كثيرة حول بيع موسكو لمنظومة من أكثر منظومات التسليح تقدما لبلد عضو في حلف الناتو، على الرغم من أن ثلاث دول في الحلف هي  بلغاريا واليونان وسلوفاكيا تمتلك في ترسانتها الحربية منظومة الدفاع الجوي الروسي S 300.

وأكد فلاديمير كوزين مساعد بوتين للتعاون فى مجال التكنولوجيا الدفاعية فى آذار/ مارس الماضي أن الكرملين لا يرى أي مشكلة فى بيع منظومة S-400 إلى دول الناتو. ووفقا لكوزين فإن موسكو تنظم  بإحكام كيفية استخدام العميل الأجنبي للأسلحة الروسية وحماية حقوق الملكية الفكرية.

وفي هذا الصدد، قال وزير الدفاع التركي فكري إيشيك أخيرا إن المنظومة الروسية لن تدمج في نظام دفاع الناتو. ويبقى أن نرى كيف ستتمكن أنقرة من التعامل مع نظامين مختلفين من أنظمة الدفاع الجوي.

أردوغان والأسد وبوتين

على أن السؤال الرئيس هو كيف تنوي تركيا استخدام بطاريات S-400. وللحصول على تقييم أكثر دقة لخطط أنقرة، هناك حاجة لمعرفة عدد المنصات التي ترغب الحكومة التركية في شرائها. إن نشر وحدتين منها لا يعد بالتأكيد تغييرا جذريا في القدرات الدفاعية للبلاد.

وتأتي بعد ذلك مسألة المواقع التي ستنصب فيها وحدات S-400. في الوقت الحالي العدو الخارجي الوحيد  لأنقرة هو حكومة بشار الأسد في سوريا، وبالتالي يجب أن تكون وحدات S-400 متمركزة منطقيا في المناطق الجنوبية من تركيا لمواجهة التهديدات المحتملة من الطائرات الحربية للنظام السوري. ومن المؤكد أن أردوغان لا يخطط لشراء S-400 لردع تنظيم الدولة (داعش) المتطرف في سوريا أو الأكراد السوريين المدعومين من الولايات المتحدة.

لكن المشكلة هي أن نظام الأسد مدعوم من الكرملين وقواته العسكرية. ولإزالة هذه المفارقة، يجب على تركيا وروسيا أن تجدا نوعا من التسوية المشتركة في سوريا. وإذا حدث ذلك، فإن أنقرة سوف  تبعد نفسها أكثر عن حلفاء الناتو الذين ينتقد كثير منهم التحولات الجيوسياسية المتكررة لدى تركيا، في حين أن موسكو سوف تسجل انتصارا بارزا في جهدها المنظم لتقويض حلف الناتو.

وعلى النقيض من ذلك، إذا أخفق أردوغان وبوتين في التوصل إلى حل وسط بشأن سوريا، أو إذا ما عطلت الجهات الفاعلة الأخرى الجهود الروسية التركية  للتوصل إلى تسوية سياسية في البلد الذي مزقته الحرب في الشرق الأوسط، فمن المشكوك فيه أن تتمكن موسكو من إجبار أنقرة على عدم استخدام نظام S-400 ضد المصالح الروسية في المنطقة.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس