ترك برس

وصف الباحث والكاتب السوري ميسرة بكور الهدوء الشامل الذي تتسم به سياسة أنقرة في الوقت الحالي في التعامل مع القضية السورية والوجود الكردي في الشمال السوري بأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة، مشيرا إلى أن تركيا تتأنى حاليا وتعد استراتيجية جديدة تجاه هذه المسألة.

وقال مدير مركز الجمهورية للدراسات وحقوق الإنسان في حديث لموقع مصر العربية: "سمعنا قبل أيام كيف اعترضت واشنطن على صفقة الصواريخ S400 بين تركيا وروسيا، الأمر الذي تطلب ردا من الرئيس أردوغان في هذا الشأن، كما رصدنا في الأيام الأخيرة تزويد الولايات المتحدة للميليشيات الكردية بأسلحة كثيرة جدا تحت زعم مكافحة داعش".

المحلل السوري تحدث كذلك عما صرح به مسؤول كردي بأن الإدارة التي تقود حزب الاتحاد الديمقراطي في شمال سوريا ستجري انتخابات مجلس محلي وتشريعي  خلال شهري سبتمبر ونوفمبر المقبلين، وهو يتوافق مع الاستفتاء الذي أعلنت إجراءه محافظات شمال العراقي المسماة بـ"إقليم كردستان".

وأضاف: "كل هذه الظروف مجتمعة سواء الموقف الأمريكي أو إعلان الاستفتاء من قبل الكرد في سوريا والعراق يشكل الكثير من القلق لتركيا، وبالتالي فهي تتأنى حاليا وتعد سياسة واستراتيجية جديدتين".

سيف الفرات

وأوضح  بكور أن هذه الاستراتيجية يتم الحديث بشأنها من خلال التدخل تحت عنوان سيف الفرات بمنطقة عفرين، بعد توافق روسي، وهو ما كلل بانسحاب بعض المقاتلين الروس من تلك المناطق، والاتفاق على صفقة الـ"S 400"، لكنه أوضح: "لم نعد نسمح الصخب المعتاد من أنقرة الذي طالما تتحدث به في مثل هذه المناسبات والأوضاع الخطيرة".

وأشار إلى أن "سيف الفرات" لم يعد يتم الحديث عنها كثيرا في هذه الأيام، فالحديث كان عن 7000 من وحدات النخبة في الجيش التركي و20 ألف مقاتل سوري، لكن الأخبار بدأت تغيب عن تلك الأمور.

بكور أوضح أن الخلافات الأمريكية التركية بلغت ذروتها، بعد الانتقادات الأمريكي لصفقة "S400"، وكذا تزويد واشنطن للأكراد بالأسلحة.

ورجح بكور أن يكون ما قد تقبل عليه أنقرة في سوريا عملا حاسما لدعم الجيش السوري الحر الذي ترفض الولايات المتحدة دعمه وأوقفت أخيرا برنامجا لتقديم الدعم لبعض الفصائل المسلحة في الجيش الحر.

ورأى أن على تركيا أيضا أن تتحرك سريعا قبل فوات الأوان ؛لأن الأكراد أعلنوا الاستفتاء سواء في سوريا أو العراق وفي وقت تقريبًا متزامن، ما يعني أنه لا خيار أمامها إلا التدخل بشكل مباشر أو بالضغط السياسي على موضوع الأكراد في شمال العراق، لكنها كانت قد أعلنت رغبتها في ذلك، كما أنَّ واشنطن لم ترحب بالاستفتاء بسبب الانشغال بالمعارك في تلعفر ضد تنظيم الدولة "داعش".

وأشار إلى أن واشنطن تدعي معارضتها لاستفتاء الأكراد في العراق، لكنها تمنحهم دعما كبيرا في سوريا، موضحً أنه رغم أن الولايات المتحدة تعلن دعمها لوحدة التراب السوري، فإنها تراوغ في ملف الأكراد، وأنَّ الفيدرالية والأقاليم لها سيادة، وهم يتحدثون عن "إدارة"، مشددًا على أن هذا الأمر بمثابة تقسيم مقنع.

تدخل عسكري

وتطرق المحلل السوري إلى ما  أوردته صحيفة "يني شفق" التركية من أن واشنطن عرضت  على الائتلاف السوري الاعتراف بإقليم كردي في عفرين والحسكة وعين العرب،  ومن ثم فلن يكون أمام تركيا أي خيار سواء  بتدخل عسكري أو حتى سياسي.

وأشار إلى أن الائتلاف الوطني اعتبر ما تقوم به ميليشيات "ب و د" تنظيمًا إرهابيا، ودعا دول العالم إلى عدم دعمه، كونه ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لافتا إلى أن الائتلاف قدم لمجلس الأمن وثيقة لممارسات هذه العناصر هناك.

وقال بكور: "إن تركيا كانت  تقوم دائم برد فعل ولم تقم أبدا بالفعل, اليوم على تركيا أن تتصرف بشكل منفرد، ونذكر حديث أردوغان في أكثر من مناسبة بأن بلاده إذا شعرت بأن هناك خطرا أو تهديدا لأمنها فإنها ستتخذ ردود أفعال، لأن إعلان الأكراد قيام دولتهم ، يعني أن الخطر محدق بأنقرة وسيكون عليها التدخل مباشرة حتى لو عسكريًّا، لأنه إذا نال الأكراد شرعية فمن الصعب أن يفقدوها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!