نديم شنر – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

كانت قاعدة إنجرليك الجوية في محافظة أضنة أحد المراكز المستخدمة خلال انقلاب 15 يوليو/ تموز. طوال الليل كانت ثلاثة طائرات ناقلة للوقود تزود طائرات إف-16 التي قصفت أنقرة وحولتها إلى جحيم، بالوقود.

استمرت التحركات في إنجيرليك حتى السادسة من صباح 16 يوليو. القاعدة مخصصة للناتو، وتضم 2500 جندي أمريكي مع عدد من قادتهم.

سؤال لا يغادر ذهني، أطرحه في الاجتماعات التي أحضرها في الولايات المتحدة وأتحدث فيها عن المحاولة الانقلابية لتنظيم غولن: هل من الممكن أن تقلع ثلاث طائرات ناقلة للوقود من قاعدة للناتو دون إبلاغ القوات التركية ومسؤولي الولايات المتحدة والناتو في القاعدة؟

وعلينا ألا ننسى أيضًا أن قاعدة إنجرليك تحتوي على أسلحة نووية في الوقت ذاته.

ألم تشكل هذه الطائرات خطرًا على القوات الأمريكية أو الأسلحة النووية في إنجرليك؟

وعلاوة على ذلك، ألا يشعر الناتو بالقلق من اكتشاف أن 267 من أصل 462 ضابطًا تركيًّا يعملون معه، هم من تنظيم غولن؟ فهؤلاء يملكون الكثير من المعلومات السرية، ويمكن أن يبيعوها لجهات أخرى. فمن باع بلده يبيع كل شيء.

لم يدلِ الناتو أو الولايات المتحدة بأي تصريح يعربان فيه عن قلقهما.

على العكس، ما آثار قلق الأمريكيين أمر آخر. قال مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر إن من كان يجري المباحثات معهم من العساكر الأتراك تم اعتقالهم.

كما أعرب قائد القيادة المركزية الجنرال جوزيف فوتيل عن قلقه لسجن الكثيرين من حلفاء الولايات المتحدة في الجيش التركي، عقب المحاولة الانقلابية.

ما أعاد هذه الأمور إلى ذهني هو العلاقات الخارجية للانقلابيين المحاكمين في إطار قضية قاعدة "أقنجي"، التي ينظر فيها القضاء حاليًّا.

فأحد المشتبهين في القضية هو بكر أرجان وان، الضابط التركي العامل في إنجيرليك، قائد إحدى الطائرات، التي زودت مقاتلات إف-16 بالوقود. ولو كتب للمحاولة الانقلابية النجاح لأصبح مسؤول محافظة أضنة تحت الأحكام العرفية.

قال أرجان وان إن تعليمات إقلاع الطائرات الناقلة للوقود جاءت من أنقرة، إلا أنه لا يذكر اسم من أصدرها، لأنه أفاق حديثًا من نومه.

مع أنه لم يكن نائمًا تلك الليلة.

هناك شخص آخر لم يكن نائمًا أيضًا، وهو العقيد الأمريكي في إنجيرليك جون وولكر.

عندما فشل الانقلاب توجه أرجان وان مع وولكر في الخامسة من صباح 16 يوليو للحديث مع قائد السرب المكلف بمنع الانقلاب، لكن المحاولة باءت بالفشل.

وعندها تقدم وان بطلب لجوء إلى الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق وولكر، الذي أبلغ قادته في ألمانيا بالأمر إلا أن طلب اللجوء رُفض.

كل ما أسلفت ذكره يرد في لائحة الاتهام الخاصة بالقضية، ومن هنا تبدو بوضوح بصمات للناتو وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس