الأناضول

تظهر الملابس التركية بقوة في أسواق مدينة عدن اليمنية (العاصمة المؤقتة- جنوب)، حيث تلقى إقبالا متزايدا من فئات عمرية متباينة؛ بفضل جودتها وأناقتها، حسب تجار وبائعين مستهلكين.

وقال فاروق أحمد يعقوب، مالك ومدير محلات "بن يعقوب"، المتخصصة في بيع الملابس التركية الخاصة بالأطفال، في عدن: "بدأنا التعامل مع السوق التركية منذ خمس سنوات من خلال شراء الملابس التركية وبيعها".

وتابع يعقوب، في حديث للأناضول: "نحرص أثناء اختيارنا للملابس على جودتها وأناقتها، مع وضع احتياجات المستهلكين في اليمن بعين الاعتبار، عبر الحرص على انتقاء ملابس تجمع بين الجودة وإمكانية حصول المستهلكين عليها (الثمن)، خاصة مع واقع اليمن الراهن، الذي تعصف به أوضاع صعبة".

ويبلغ ثمن فستان طفلة في العاشرة من عمرها أو قميص وبنطال لطفل في العمر نفسه حوالي 7 آلاف ريال (نحو 20 دولارا أمريكيا)، والثمن ذاته لبنطال الكبار، فيما يبلغ سعر القميص حوالي 5 آلاف ريال (نحو 14 دولارا).

ويعاني اليمن، منذ سنوات، حربا أهلية تدعمها أطراف إقليمية؛ ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في أفقر دول العالم، حتى بات أكثر من 20 مليون يمني (من أصل حوالي 27.4 مليون نسمة) بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وفق الأمم المتحدة.

ومضى قائلا: "تعاملي المباشر مع سوق الملابس التركية كشف لي عن حرص الأتراك على إنتاج وتصدير مواد وسلع على مستوى عال من الجودة، وهذا لا يقتصر على الملابس فقط، ولكنه يظهر في بقية المنتجات، التي باتت حاضرة في الأسواق اليمنية، وتشهد إقبالا متناميا من المستهلكين".

وشدد على أن "مواكبة الملابس التركية للتغيرات والتطورات في عالم الأزياء يجعلها في صدارة المنتجات الجاذبة للمستهلكين، لا سيما وأن أناقتها دفعت منتجين إلى تقليدها، فقد لاحظنا وجود ملابس في السوق اليمنية تشبه في مظهرها الخارجي الملابس التركية، لكنها أقل جودة".

يعقوب، الذي يسافر بنفسه إلى تركيا ويتسوق من مدينة إسطنبول (شمال غرب) وغيرها، أوضح أن "الأوضاع الراهنة في اليمن أثرت سلبا على حركة النقل والتجارة واستيراد البضائع، حيث أصبح الحصول على فيزا (تأشيرة الدخول) شبه متعذر".

جودة وأناقة

وتوجد في اليمن محلات خاصة بالملابس التركية، بحيث لا تعرض ملابس أخرى، بينما تعرض محلات أخرى الملابس التركية بجانب نظيرتها الإيطالية والفرنسية والصينية، وغيرها.

محمد الحمادي، وهو بائع في محلات "الحمادي"، وهي من أشهر محلات بيع الملابس في عدن، قال إن "الملابس التركية من أهم المنتجات التي تباع لدينا، وهي تجذب الزبائن بفضل جودتها العالية".

وزاد البائع الشاب، في حديث للأناضول: "نحرص على متابعة أحدث موديلات الملابس في السوق التركية، بناء على الطلب المتزايد عليها من المستهلكين.. من يجربون الملابس التركية يحرصون على شرائها دوما".

ومشيرا إلى شاب كان يبحث في المحل عن حاجته من الملابس، قال البائع اليمني: "هذا أحد الزبائن الذين يحرصون على اقتناء الملابس الشبابية التركية".

وهو ما أكده الشاب نفسه، واسمه "عمر حسن"، بقوله: "منذ تعرفت على الملابس التركية، قبل ثلاث سنوات، بت حريصا على اقتنائها ولبسها بشكل دائم؛ فتلك الملابس تتميز بالجودة والمظهر الأنيق".

عوامل تفضيل

ووفق الباحث اليمني في علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عدن، ماهر شير علي، فإن "ثمة عوامل تدفع المستهلكين إلى الإقبال على المنتجات التركية عامة، والملابس خاصة، منها أن الظهور المميز للدراما التركية في الفترة الأخيرة يدفع إلى التعرف عن قرب على كل ماله صلة بالهوية التركية، إضافة إلى عوامل الارتباط والجوار بين العرب والأتراك، الذين تجمعهم أواصر الدين والتعاون لمئات السنين".

وموضحا تابع "علي"، في حديث للأناضول، أن "الاهتمام المتزايد لدى الجمهور اليمني بالدراما التركية يدفعه إلى متابعة الموضة، رغبة في التعرف على جوانب مهمة في العادات والأزياء التركية، خاصة وأنه حصل تغييب متعمد للصورة المشرقة للتاريخ العثماني.. الزبون دائما له دوافعه الذاتية وقناعاته الخاصة المرتبطة بالمعتقدات أو الميول".

ولفت إلى أن "ألوان بعض الملابس القادمة من دول شرق آسيا هي في الحقيقة ألوان تعبدية، وتحمل شعارات دينية معينة بشكل ظاهري أو خفي، وعلى العكس من ذلك نلاحظ أن الملابس التي تأتي من الدول الإسلامية، وفي مقدمتها تركيا، تبدو أكثر جاذبية؛ لأنها أقرب إلى ذوق المستهلك اليمني ورغبته".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!