ترك برس

احتفت الصحف القطرية الصادرة اليوم بزيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لتركيا ولقائه الرئيس رجب طيب أردوغان، مشيرة إلى أن العلاقات بين البلدين مثال يحتذى في العلاقات بين الدول، وأن التنسيق بينهما يصل إلى حد التطابق التام، لأنها علاقات تتجاوز المصالح الاقتصادية والتجارية والاستراتيجية المؤقتة.

ووصل أمير قطر مساء أمس الخميس إلى تركيا، في أول زيارة خارجية له ضمن جولة تشمل أيضا ألمانيا وفرنسا، وذلك منذ اندلاع الأزمة الخليجية في الخامس من يونيو الماضي. وبحث الزعيمان التركي والقطري خلال لقائهما آخر تطورات الأزمة الخليجية، والسبل الداعية لحلها بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية.

وكتبت صحيفة العرب في افتتاحيتها أن اختيار تركيا لتكون المحطة الأولى في جولة أمير قطر، ولقاءه الرئيس أردوغان يأتي متسقا مع علاقة الشراكة بين البلدين، ولأن تركيا أثبتت أنها شريك يمكن الوثوق به، وفق تصريح السفير القطري في أنقرة، سالم بن مبارك أنقرة،بمناسبة زيارة الأمير للعاصمة التركية.

وأضافت الصحيفة أن من اللافت خلال العامين الأخيرين، تعدد اللقاءات بين أمير قطر والرئيس التركي، حتى وصلت إلى اثني عشر لقاء على مدى زمني قصير، بما يؤكد مدى عمق العلاقات القطرية - التركية، خاصة أن الرئيس أردوغان سبق، وفي بادرة حملت معاني التقدير لدولة قطر،أن اختار الدوحة أول محطة عربية يزورها، بعد انتخابه وتنصيبه رئيساً للجمهورية، نهاية آب/ أغسطس 2014، وكان أول رئيس يزور الدوحة تحت الحصار، فيما كانت قطر في مقدمة الداعمين لتركيا أثناء المحاولة الانقلابية الفاشلة العام الماضي.

ونوهت الصحيفة إلى أن التنسيق بين البلدين يصل إلى حد تطابق وجهات النظر تجاه القضايا المختلفة، وهو ما يؤكد تناغماً في رؤية البلدين تجاه القضايا الإقليمية، وتوافقاً في الرؤى حيال العديد من الأزمات والقضايا، خاصة أن الرئيس أردوغان أكد على أن التعاون بين بلاده وقطر أمر في غاية الأهمية لمستقبل المنطقة.

وأكدت الصحيفة إن زيارة أمير قطر تعزز العلاقات الثنائية الآخذة في التطور، في ظل حرص واضح من قيادة البلدين على الدفع بمشروعات التعاون إلى آفاق أرحب، وليس أدل على ذلك من اتفاقهما بالدوحة منتصف أيلول/ سبتمبر 2014 على إنشاء مجلس أعلى للتعاون الاستراتيجي، لبحث سبل تطوير العلاقات، ومتابعة الموضوعات في جميع المجالات. ثم تطورت علاقات التعاون إلى آفاق أكبر من التعاون الأمني والعسكري، بوجود قاعدة تركية في قطر، ومفرزة قطرية على الأراضي التركية، ضمن التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب.

بدورها كتبت صحيفة الراية إن العلاقة بين قطر وتركيا تتجاوز المصالح الاقتصادية والتجارية والاستراتيجية المؤقتة، حيث إن الشراكة بينهما متجذرة في القيم المشتركة والروابط التاريخية.

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تنسيقا وتفاهما على أعلى مستوى بين قيادتي البلدين، وهو ما يؤكده عدد اللقاءات التي جمعت بين زعيمي البلدين، حيث عقدت 12 قمة بينهما منذ تولى الرئيس أردوغان منصب الرئاسة في عام 2014 .

ورأت  أن تلك القمم المتتالية والزيارات المتبادلة أحد مظاهر قوة الشراكة الإستراتيجية بين الدولتين، حيث تُوجت تلك الشراكة بتقدم كبير في العلاقات الثنائية بين البلدين، وكان من أبرز مظاهرها دخول الاتفاق بين حكومتي تركيا وقطر بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحملة جوازات السفر العادية حيز التنفيذ منذ 28 أيار/ مايو 2016، وتوقيع اتفاقية أمنية في الشهر الذي سبقه، واتفاقية توأمة بين الدوحة وأنقرة في أغسطس 2016، وتوقيع اتفاقيات اقتصادية بمليارات الدولارات.

وظهرت تلك الشراكة المثالية جلية خلال موقف قطر الداعم للشعب التركي وحكومته المنتخبة ديمقراطياً، في مواجهة المحاولة الانقلابية الساقط التي شهدتها تركيا منتصف تموز/ يوليو 2016، كما  ظهرت تلك الشراكة في الموقف المشرق التي أظهرته تركيا خلال الأزمة الخليجية الحالية حيث فتحت،أسواقها ومنتجاتها للمستهلك القطري،وضاعفت المنتجات التي تورد إلى قطر من خلال خطوط ملاحة جوية وبحرية خاصة بعد الحصار الذي فرض على قطر.

وخلصت الصحيفة إلى أن الأحداث أثبتت أن مواقف قطر وتركيا حيال أزمات المنطقة، هي الأدق والأصوب، ولو استمعت الأطراف بالمنطقة والعالم لأصوات هذين البلدين خلال السنوات الماضية، لتمت معالجة الكثير من هذه الأزمات، ولما رأينا هذه الأنهار من الدماء التي تنزفها شعوب المنطقة، الباحثة عن الحرية والكرامة، ولم تجد من يقف معها بصدق سوى تركيا وقطر.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!