ترك برس

رأى الباحث والأكاديمي الموريتاني، محمد مختار الشنقيطي، أن الأزمة الخليجية أدت إلى ظهور تحالف استراتيجي بين تركيا وإيران، وأدت لِتلاقي مصالح اقتصادية ضخمة بين قطر والكويت وإيران وتركيا، وهو ما لا تريده الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال الشنقيطي، خلال حوار مع وكالة الأناضول التركية، إنه كان يتعين على السعودية "التنسيق مع تركيا مثلا، والدول الكبرى في المنطقة، لبناء نواة قوية للأمة معا، إلا أنه على عكس ذلك تمزَّق مجلس التعاون الخليجي، آخر المنظمات الإقليمية التي تحقق نوعاً من التآلف والوحدة الداخلية".

وعن موقف الإمارات، رأى الشنقيطي أن "الإمارات تعلن حرباً على كل شعوب المنطقة، ومحاولة عدوانها على الشعب القطري منسجم مع هذا المسار". وأبدى اعتقاده أن الأزمة الخليجية لن تطول كثيراً، والأمريكيون منزعجون جداً من ظهور محور إقليمي جديد ليس في صالحهم.

وأوضح أن الأزمة الخليجية "فتحت الأزمة الباب أمام تركيا لتصبح جزءا من المعادلة الاستراتيجية والعسكرية في الخليج، وهو ما لا تريده أيضاً أمريكا، التي اعتادت على احتكار الخليج كمنطقة نفوذ خاصة بعيدة عن الآخرين".

وحول الاستفتاء الباطل في إقليم شمال العراق، رأى الباحث أن توقيته كان سيئا، "لأن بعض القوى الدولية المشجعة له، ربما تسعى إلى تفعيل بؤرة جديدة من الصراع، رغم كل البؤر الموجودة، ومن الناحية الجيوستراتيجية للاعبين الدوليين، من المهم لهم منع أي تقارب استراتيجي بين تركيا وإيران، وبعض دول الخليج، وخصوصا قطر والكويت".

الشنقيطي أرجع ذلك إلى أن الأزمة الخليجية، أعقبها "تبلور محور جديد في المنطقة، وهو تقارب استراتيجي كبير بين تركيا وإيران، فهناك من يريد عرقلة بروز محور إقليمي قوي في المنطقة".

وشدد على أن "تفكيك الدول ليس عملية سهلة، ولا ينبغي الإقدام عليها بهذه السهولة، فالأفضل أن يتم أي شيء يتعلق بشمال العراق بالتراضي، فهذا أولى وأفضل للأكراد، ولبقية العراقيين، وأفضل للدول المحيطة بها، سواء تركيا، أو إيران، أو سوريا".

وتمنى من النخبة الكردية "التفكير بوعي تاريخي، تنظر للمستقبل، وأن تتحرر من العصبيات، ليس فقط من النخبة الكردية، بل من كل النخب العربية والتركية والفارسية، وأن تفكر بالفضاء الحضاري الواحد".

إجراء الاستفتاء جاء رغم معارضة قوى إقليمية ودولية، فضلا الحكومة المركزية؛ ما أدى إلى حدوث توتر في العلاقات بين بغداد وأربيل.

وإثر ذلك، بدأت بغداد فرض حظر على الرحلات الجوية الدولية من وإلى الإقليم عقب رفض إدارته تسليم مطاري أربيل والسليمانية للحكومة العراقية.

وهددت بغداد بأنها ستعمل ما يلزم من إجراءات لفرض السلطات الاتحادية على الإقليم بموجب دستور البلاد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!