ترك برس

يرى الكاتب والباحث السوري "مروان قبلان"، أن سياسات أكثر اللاعبين في المنطقة لا تعدو كونها، في الغالب الأعم، مجرد ردود أفعالٍ على سياسات أو لا سياسات واشنطن فيها، وأن هذا الكلام ينطبق على تركيا، كما على روسيا وإيران والسعودية وغيرها من القوى الدولية والإقليمية الفاعلة.

ويُشير قبلان، في تقرير تحليلي نشرته صحيفة "العربي الجديد"، إلى سياسة التقارب التركي- الإيراني الأخير، والتي تكاد تكون مدفوعةً بالمطلق بالموقف من الولايات المتحدة وسياساتها في المنطقة.

ويُضيف قبلان: خلال فترة حكم الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، اتسمت العلاقة الإيرانية - التركية بالتوتر الشديد، بعد أن دخل البلدان في حرب وكالة في سورية، ساندت خلالها طهران النظام السوري، فيما وقفت أنقرة إلى جانب المعارضة..

وفي الوقت الذي بلغت فيه العلاقات التركية- الأميركية في عهد أوباما الحضيض، شهدت العلاقات الإيرانية- الأميركية حالةً من الدفء، عكستها الاجتماعات الثنائية المتكرّرة التي جمعت وزيري الخارجية الإيراني، جواد ظريف والأميركي جون كيري، خصوصا بعد التوصل إلى الاتفاق النووي في يوليو/ تموز 2015.

ووفقًا للباحث، فإنه مع وصول ترامب إلى السلطة، بدا أن الأمور على وشك أن تتغير، إِذ كانت تركيا تستعد لعلاقات أفضل مع واشنطن، في حين أخذت طهران تتحضر لمواجهة الرجل الذي وعد "بإزالة آثار أوباما"

لكن تركيا التي سرها رحيل "الرئيس الليبرالي الأسمر" لم تحصل على ما تبتغيه من "الرئيس المحافظ الأصهب"، إذ استمر البنتاغون (وزارة الدفاع) في دعم الأكراد وتسليحهم، باعتبارهم وكيلا حصريا معتمدا في سورية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.

ويُتابع قبلان: دفع القلق التركي من تمكين الأكراد والإيرانيين من تهديدات ترامب الطرفين إلى تضييق خلافاتهما في سورية، لا بل وإيجاد صيغةٍ للتعاون من خلال مسار أستانة، بلغت ذروتها في التفاهم أخيرا بشأن إدلب.

وفيما يتعلق بالموقف الروسي، يرى الباحث أن الرئيس فلاديمير بوتين، تمكن من اجتذاب تركيا إلى جانب الصين وإيران، ويبدو أنه في طريقه لضم باكستان، بعد التهديدات التي تلقتها أخيرا من إدارة ترامب بذريعة دعمها جماعات متشددة في أفغانستان.

في سياق متصل، يقول المحلل العسكري الأميركي "جد بابن" إن الاتفاقية التي أبرمتها روسيا وإيران وتركيا الشهر الماضي حول مناطق خفض التصعيد بسوريا تهدف لإعادة ترتيب قطع اللغز بالشرق الأوسط مع تجاهل المصالح الأميركية.

بابن، الذي شغل منصب وكيل وزارة الدفاع بالإنابة في عهد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، يرى أن تركيا بتوقيعها على الاتفاقية التي تضمن سيادة سوريا تكون قد انضمت إلى الحلف المعادي لواشنطن وحلف شمال الأطلسي "ناتو".

ويُشير المحلل العسكري الأميركي، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن تايمز" قبل أيام، إلى أن الاتفاقية لم تذكر قط القوات الأميركية المنخرطة في حرب جوية وبرية ضد تنظيم الدولة بسوريا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!