الأناضول

كشف المؤرخ التركي، ومدير المركز الثقافي التركي في بيروت، جنكيز أراوغلو، للمرة الأولى أن عدد الجنود اللبنانيين الذين استشهدوا ضمن صفوف الجيش العثماني بين العامين 1877 و 1922 بلغ 2615 جنديًا.

وأوضح أن هذه الأرقام موثقة بالأسماء والأعمار والرتب وجبهات القتال وأسباب الوفاة في الأرشيف العثماني الموجود حاليًا في مدينة اسطنبول التركية، مشيرًا إلى أن العدد الأكبر منهم كان من بيروت، فطرابلس، فصيدا ثم صور.

وقال أراغلو خلال محاضرة نظمتها الجمعية التاريخية اللبنانية في الجامعة اللبنانية، ضمن مؤتمرها السنوي الذي حمل عنوان “الشرق الأدنى في الحرب العالمية الأولى وتداعياتها” أنه “تم توثيق 2615 جنديًا لبنانيًا استشهدوا ضمن الجيش العثماني على جبهات القتال خلال الفترة الممتدة بين عامي 1877 و 1922، وخاصةً في فترة الحرب العالمية الأولى”، لافتًا إلى أن هذه الأرقام يتم الكشف عنها للمرة الأولى وأن الأبحاث بهذا الخصوص ما زالت مستمرة في الأرشيف العثماني في اسطنبول.

وأوضح أن هؤلاء الجنود “استشهدوا إما خلال القتال الفعلي وإما بسبب بعض الأمراض أو لسوء الأحوال الجوية” مؤكدًا أن أسماءهم وأعمارهم ورتبهم والمعارك التي خاضوها والجبهات التي استشهدوا عليها، موثقة ضمن الأرشيف العثماني.

جنود في الجيش العثماني

وأوضح أراغلو أن “العدد الأكبر من الجنود اللبنانيين الذين استشهدوا في هذه الفترة كان بسبب الأمراض، حيث وصل عددهم إلى 2329 جنديا، أي حوالي 89% من مجمل عددهم”، مفصلًا أن “عدد الشهداء في جبهات القتال الفعلي 209 جنديا أي بنسبة 8% وعدد المفقودين 63 جنديا أي 3% علاوة إلى 6 جنود توفوا بسبب الصقيع و6 آخرين بحوادث أخرى و2 بسبب الغرق”.

الأماكن التي قاتل بها الجنود والأماكن الجغرافية وجبهات القتال التي قضى فيها هؤلاء الجنود، قال أراوغلو أن العدد الأكبر منهم كان في معارك الحرب العالمية الأولى، مشيرًا إلى أن “عدد الشهداء في جبهة فلسطين يبلغ 1318 شهيدًا (50%)، في جبهة القوقاز 311 شهيدًا (12%)، في جبهة شاناكلا 277 شهيدًا (10%)، في جبهة العراق 101 شهيدًا (4%)، وعلى مختلف الجبهات الأخرى حوالى 608 شهيدًا (24%)”.

رتب الجنود

وعن رتب هؤلاء، أوضح أن “معظم الشهداء وعددهم 2514 هم من رتبة جندي، أي بنسبة تصل إلى 96%، أما الشهداء الضباط فهم: 8 من رتبة ملازم ثان، و11 من رتبة ملازم أول، و26 من رتبة يوزباشي (نقيب) و18 من رتبة ضابط احتياط، و 5 من رتبة موظف عسكري، وشهيدان من رتبة بنباشي (رائد)”.

وتابع أنه “حين نقسم الشهداء اللبنانيين وفقًا لمحل ولادتهم، يتبين لنا أن 988 منهم (38%) من بيروت، و 819 (31%) من طرابلس الشام و 420 (16%) من صيدا، و197 (8%) من صور أما الباقون والبالغ عددهم 181 شهيدًا (7%) فهم من مناطق لبنانية مختلفة”.

الدولة العثمانية ورعاية عائلات الشهداء

وأضاف أن الدولة العثمانية خصصت بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى لعائلة كل جندي من ولاية بيروت قضى في صفوف جيشها راتبًا شهريًا ثابتًا قدره 100 قرش مشيرًا إلى أن هذا المبلغ كان يكفي في ذلك الوقت لشراء 200 جريدة أو 44 كجم من السكر أو 13.5 كجم من اللحم.

وأكد أن الدولة العثمانية أبدت اهتمامًا خاصًا بسكان ولاية بيروت في أواخر عهدها حيث كانت تُصدر تقارير سنوية تركز على التكوين الديموغرافي لسكان الولاية والمواضيع الخلافية التي كانت عالقة، مشددًا إلى أنها لم تكن تهدف إلى تبيان الطابع العرقي لهذه المنطقة” لأن الدولة العثمانية لم تكن قلقة من المسائل العرقية ولا تحمل مخاوف من الكشف عن التركيبات العرقية التي كانت موجودة على أراضيها”.

وختم أراغلو بالإشارة إلى أن التقسيم الإداري لولاية بيروت كان يضم بيروت (جبل لبنان)، طرابلس الشام، اللاذقية، نابلس وعكا، بعدد سكان كان يبلغ 560 ألف نسمه، مشيرًا إلى أن مساحة ولاية بيروت كانت حوالي 30 ألف و500 كلم مربع .

يذكر أن الجيش العثماني وصل لبنان وسوريا وفلسطين في العام 1516 في عهد السلطان سليم الأول، وبقي العثمانيون في هذه المنطقة لمدة 400 سنة، سنوا خلالها الأنظمة العسكرية والأمنية والإدارية والاجتماعية لتحسين البلاد وتنظيمها وفي العام.

1918 بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى أعلنت عصبة الأمم الوصاية على لبنان وانتداب فرنسا لحكمه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!