ترك برس

تناول تقرير بشبكة الجزيرة القطرية تباين ردود أفعال السوريين بشأن دخول قوات تركية إلى محافظة إدلب السورية، مشيرًا إلى أن البعض رآها إنقاذا للثورة السورية وحماية للمنطقة الخارجة عن سيطرة النظام، بينما رآها آخرون إعلانا عن توقف الثورة وتجميد القتال ضد نظام الأسد بعد سبع سنين من الظلم الذي عاشه الشعب السوري.

رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، عبّر عن دعمه للعملية العسكرية التركية في إدلب، أما كبير المفاوضين السوريين محمد صبرا فقد رأى أن تركيا أصبحت خنجرا في ظهر الثورة بعد تحالفها مع أعداء الثورة روسيا وإيران.

وفي وقت تحفظت فيه فصائل المعارضة السورية المسلحة في إدلب على الإدلاء بأي تصريح حول التدخل التركي بشكل رسمي، قال أنس نجيب القيادي في حركة أحرار الشام الإسلامية عبر حسابه في تويتر إن تدخل الجانب التركي في إدلب يعكس حرصهم على حياة الناس في المناطق "المحررة"، وعلى حقن دمائهم والحفاظ على سلامتهم .

بدوره، بيّن الداعية السوري الشيخ حسن الدغيم أن مؤتمر أستانا والتدخل التركي لم يكونا من أهداف ثورة الشعب السوري، لكن الكوارث الكثيرة التي تعرض لها هذا الشعب دفعته لقبول انتشار القوات التركية كي لا يواجه مصير سكان الموصل والرقة.

وكانت مناطق سيطرة المعارضة السورية المسلحة شهدت مظاهرات كبيرة، تميزت بحمل أعلام الثورة السورية بشكل كثيف، وحملت في كثير من المظاهرات لافتات رحبت بدخول القوات التركية، واستفاد المتظاهرون من توقف المقاتلات الروسية وتلك التابعة للنظام السوري عن التحليق في أجواء المحافظة؛ فانطلقوا للتظاهر بأعداد كبيرة وفي مدن مختلفة.

وحول موقف السوريين في إدلب من دخول القوات التركية، قال رئيس مجلس محافظة إدلب غسان حمو إن المجتمع الدولي يحاول أن يدير الأزمة منذ البداية، ولا يشارك في حلها، وإن تركيا إذا لم تتدخل بقوة في سوريا فهذا سيتركنا في مواجهة سيناريوهات سيئة.

وأوضح حمو أن ثمة أطرافا تدفع النظام السوري إلى العمل على استعادة إدلب ، ورأى أن الانتشار التركي داخل إدلب من شأنه أن يحفظ حياة أربعة ملايين إنسان يعيشون في هذه المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام.

وقال مدير المؤسسة السورية للإعلام -التي تعمل داخل إدلب- الصحفي أحمد عاصي إنه ينظر إلى دخول القوات التركية إلى سوريا بتفاؤل، ويأمل أن يكون لهذه القوات دور في إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة التي ذاقت الويلات من الدمار والتشريد.

لكنه حدد الموقف من هذه القوات بقدرتها على تحقيق مكاسب للثورة السورية، مثل منع تقسيم سوريا إلى دويلات، والمحافظة على وحدة التراب السوري، بعيدا عن خلق تجمعات صغيرة تكون التبعية فيها لإحدى الدول المؤثرة إقليميا في القضية السورية.

ولفت عاصي إلى ضرورة تفعيل دور المؤسسات الثورية لتعمل مستقلة، لتستطيع تأمين ظروف معيشية أفضل لسكان المنطقة، منبها في الوقت نفسه إلى أن عدم قدرة القوات التركية على تحقيق شيء إيجابي للمنطقة سيجعل تدخلها غير مفيد وغير مجد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!