ترك برس

رأت ورقة بحثية نشرها المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية أن الدور التركي الداعم لقطر مبدئيا في الأزمة الخليجية وإرسالها جنودا يصب في مصلحة تركيا كدولة فاعلة في الإقليم ويمثل عودة لمنطقة حكمها التاريخي، كما أن اقتصاد تركيا القوي يجعل قطر تستفيد من الدعم التركي بعد الحصار الذي فرضه عليها تحالف دول الحصار، مشيرة إلى أن الأزمة الخليجية قد تستمر ولكن لن يكون لها تأثير مباشر على الصراع في سوريا.

وقالت الدراسة إن حدوث الأزمة القطرية الخليجية وتصاعدها نتج عنه الكثير من المتغيرات على الأصعدة السياسية والاقتصادية والإعلامية بين دول الخليج مع اختلاف محاور كل دولة تجاه الأزمة. إضافة إلى أن هذه الأزمة قد نتجت عنها تداعيات كثيرة على المدى الإقليمي والدولي، وبالأخص الدول العربية تجاه الأزمة، وكذلك منطقة الشرق الأوسط والتي تمر بصراعات في العراق وسوريا ودول أخرى.

وأضافت أنه في خضم أحداث المنطقة العربية والشرق الأوسط، منذ عام 2011 وحتى 2014 حدث تطور في العلاقات التركية الخليجية على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية. وكان من أهم هذه التفاهمات التركية الخليجية التفاهم حول العراق وسوريا التي ما زالت مساحة للصراع لكافة القوى الإقليمية والعالمية.

ولم يكن دور تركيا في المنطقة، وفقا للدراسة، منصبا فقط على العراق وسوريا لكونهما دولتين جارتين ولكن تعدى ذلك ووصل إلى منطقة الخليج وكان عاملا مهما في مجريات الأزمة القطرية الخليجية.

تركيا تجمعها بلا شك علاقات جيدة مع دول الخليج كافة على جميع الأصعدة ولا سيما ما قبل حدوث الثورات العربية في عام 2011. وبدأ ظهور الدور التركي أثناء الثورات العربية وبالأخص منطقة العراق وسوريا، وحدث تواصل تركي خليجي أكثر من أي وقت مضى.

تأثيرات الأزمة القطرية الخليجية في الصراع السوري

وتلفت الدراسة إلى أن الأزمة القطرية الخليجية قد تؤثر في الكثير من العوامل السياسية والاقتصادية والثقافية بين دول الخليج وقطر، ودول أخرى كمصر تعد جزءا مهما من الأزمة، كما قد تؤثر في التوافق بين هذه الدول حول الأزمة السورية، فالموقف الخليجي والتركي يعارض وجود نظام بشار في سوريا ويدعم أحزاب المعارضة.

ومنذ بدء الأزمة القطرية الخليجية حدث تخوّف كبير من أن تؤثر هذه الأزمة في مجريات الأحداث في سوريا، حيث تركيا هي صاحبة التأثير الأكبر في ساحة الصراع في سوريا. يوجد هناك أكثر من 1000 جماعة وتنظيم وفصيل يقع ضمن إطار المعارضة التي تستقبل دعما إقليميا من تركيا والسعودية وقطر.

وقد أدت الأزمة الخليجية إلى حدوث خلاف بين الجماعات في سوريا التي تتلقى دعما مباشرا وغير مباشر من دول الخليج وتركيا. ففي التاسع من حزيران/ يونيو بدأت بعض الاشتباكات العسكرية بين مختلف الفصائل والتنظيمات العسكرية في سوريا، وبعضها يتلقى دعماً قطرياً مباشر كجبهة أحرار الشام وفيلق الرحمن، وأخرى تتلقى دعماً سعودياً كجيش الإسلام. لذلك قد يجد نظام بشار الفرصة للدفاع والاستعداد أكثر ضد هذه الجماعات المسلحة بدعم روسي وإيراني مباشر.

لكن دور تركيا في القضية السورية دور رئيسي قد يفوق دور السعودية وقطر وباقي دول الخليج التي تدعم المعارضة لسبب مهم وهو وجود حدود والخوف من تمرد كردي في الشمال السوري وبالأخص مع حدود العراق إضافة إلى ضيافة ما يزيد عن 3 ملايين مواطن سوري في تركيا، مما ينتج عن ذلك قوى ناعمة داخل الحدود السورية ونفوذا معنويا وماديا.

دور تركيا في مستقبل الأزمة القطرية الخليجية والصراع في سوريا

وتقول الدراسة إن الدور التركي في الأزمة كان شديد الوضوح في دعم قطر، ولكن دور تركيا الإقليمي أصبح أكثر تعقيداً فهو يبدأ من سوريا والعراق وإيران التي تعادي دول الخليج وبالأخص السعودية والبحرين وتملك ربما علاقات ليست سيئة مع دول خليجية أخرى كقطر. لذلك هناك تحد كبير لمستقبل تركيا في حال الأزمة القطرية الخليجية والتعاون مع إيران التي لها دور كبير في دعم النظام في سوريا وفي نفس الوقت استمرار الدعم التركي للجيش الحر وباقي فصائل المعارضة.

وتضيف أن الدعم التركي لقطر وإرسال جنود إلى منطقة الخليج، يصب في مصلحة تركيا كدولة فاعلة في الإقليم وعودة لمنطقة حكمها التاريخي العثماني. ومن ناحية أخرى لتركيا علاقات اقتصادية قوية مع قطر، وهو ما يجعل الأخيرة تستفيد كثيرا في ظل الحصار البري والبحري والجوي الذي يفرضه عليها تحالف السعودية الخليجي المصري.

وعلاوة على ذلك تستفيد تركيا إعلاميا من كون قناة الجزيرة تبث من قطر وتطرح للجمهور العربي مواضيع أهمها سياسة تركيا الخارجية وتغطية الأحداث السورية والمصرية، وهنا أحد أسباب انضمام مصر لتكون الدولة الرابعة في مقاطعة قطر.

وتخلص الدراسة إلى أن التوتر القطري الخليجي ربما كان له تأثير في جانب الصراع في سوريا، ولكنه يظل محدودا ومؤقتا. وما زال دور تركيا بالتنسيق مع القوى الدولية مستمرا حيال الوضع في سوريا. وقد تستمر الأزمة القطرية، والدول الأربع قد تزيد الحدة ولكن هذا لن يكون له تأثير مباشر في الصراع في سوريا بحسب معطيات الواقع والتدخل التركي المتسارع في سوريا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!