ترك برس

رأى مقال تحليلي للكاتب والباحث السوري "عمر كوش"، بموقع "الجزيرة نت"، أن التعاطي التركي مع أزمة استفتاء إقليم شمال العراق، محكوم بجملة عوامل داخلية وخارجية، رغم حدّة التصريحات الصادرة عن المسؤولين.

وأشار الباحث إلى أن الموقف التركي يلتقي مع الموقف الإيراني في رفض استفتاء كردستان العراق من باب الحرص على وحدة العراق، التي تعني الحفاظ على الأمن القومي التركي، والخوف من تمدد إرهاصات الاستفتاء إلى الداخل التركي، خصوصاً أن ملايين الأكراد يعيشون في تركيا.

وبحسب كوش، فإن هناك حركات وأحزاب سياسية كردية لها طموحات انفصالية، وخاصة حزب العمال الكردستاني الذي يخوض معارك دامية ضد قوات الجيش والشرطة في جنوب وشرق البلاد.

إضافة إلى تخوف المسؤولين الأتراك من استغلال حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا (الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني) الأوضاع في سوريا لإقامة كيان انفصالي جنوب تركيا، الأمر الذي يشكل تهديداً لأمنها القومي.

وأوضح أن التعاطي التركي مع أزمة استفتاء كردستان العراق يختلف في الدرجة والخلفيات التي ينطلق منها، رغم حدة الخطاب السياسي التركي الرافض للاستفتاء جملة وتفصيلاً.

فقد اقتصر الأمر على تصريحات أطلقها كبار المسؤولين الأتراك، ووقف الرحلات الجوية إلى أربيل، لكن بقيت الحدود البرية مفتوحة بين الجانبين ولم يتوقف تبادلهما التجاري الضخم (تجاوز العام الماضي 8.5 مليارات دولار).

ورغم حدة التصريحات التركية بشأن أزمة الاستفتاء؛ فإن التعاطي التركي محكوم بجملة عوامل داخلية وخارجية، فهناك نواب في البرلمان التركي -وخاصة المنتمين إلى حزب الشعوب الديمقراطي- يؤيدون الاستفتاء بل والانفصال، ويرون أن تركيا لن تغلق الأبواب في وجه جيرانها، ولن تقطع علاقاتها مع إقليم كردستان العراق.

وثمة من الأتراك من طالب بأن تلجأ قيادتهم إلى الموقف الأسلم، الذي يؤمّن لها -وفق منطق براغماتي- منافع سياسيّة واقتصادية وأمنيّة هي في حاجة ماسة إليها، والأفضل بالنسبة لتركيا هو التعامل مع الأمر بحكمة وبراغماتية، بحسب المقال.

ولعل سبب غلبة منطق التعاطي البراغماتي مع أزمة استفتاء إقليم كردستان العراق، هو الانشغال السياسي التركي بالاستحقاقات والقضايا الداخلية التركية في مرحلة تنتقل فيها تركيا من النظام البرلماني إلى مرحلة النظام الرئاسي، حيث يحظى الصوت الكردي في تركيا بأهمية لدى حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات المقبلة.

ولعل الحكومة التركية وجدت نفسها مضطرة إلى تصعيد حدة تحذيراتها من استقلال الإقليم، خوفاً على تحالفاتها مع القوى القومية، خاصة حزب الحركة القومية الرافض بشدة للاستفتاء الكردي.

ولذلك يرى بعضهم أن التعاطي التركي الرسمي مع أزمة الاستفتاء لا يمثل موقفاً إستراتيجياً من الإقليم، الذي يشاركها التخوف من تعاظم النفوذ الإيراني بالعراق، والذي يمتد إلى سوريا ولبنان وسواهما.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!