ترك برس

سلط تقرير لمجلة ديفينس نيوز الأمريكية المتخصصة في الصناعات الدفاعية على التطور الكبير الذي حققته تركيا خلال السنوات القليلة الماضية في تصنيع الطائرات بدون طيار، ورغبتها في الاعتماد على الصناعة المحلية مع استمرار تراجع حلفاء تركيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن دعمها بالمعدات والأسلحة المتطورة .

وقال التقرير إن التهديدات المتزايدة غير المتماثلة على جانبي الحدود التركية مع سوريا والعراق دفعت المسؤولين العسكريين الأتراك ومستشارية الصناعات الدفاعية التركية إلى تكثيف الجهود لتعزيز برامج الطائرات بدون طيار جديدة. وكان من أبرز علامات التقدم هو استكمال مرحلة تطوير برنامج لتصنيع أول طائرة بدون طيار في البلاد.

ويقول مسؤولون في الشركة الوطنية لصناعة المحركات في تركيا "توساش" إن محرك PD170 قد نجح في الاختبارات الأولية، ملبيا جميع معايير الأداء. وقد قضى عاملون بشركة توساش قرابة خمس سنوات في عمليات تطوير PD170، وذلك منذ توقيع العقد في كانون الثاني/ ديسمبر 2012 مع هيئة المشتريات الدفاعية التركية SSM.

ويمكن للمحرك Turbo-Diesel PD170 بسعة 2.1 لترا أن ينتج 170 حصاناً من القوة على ارتفاع 20 ألف قدم، و130 حصانا على ارتفاع 30 ألف قدم، كما يستمر في توليد الطاقة على ارتفاع أقصاه 40 ألف قدم.

وقد صمم محرك PD170  للطائرة بدون طيار من نوع Anka، وهي أول طائرة بدون طيار تركية تستطيع التحليق على ارتفاع متوسط، وذات قدرة تحمل طويل. وقال مسؤولو الشركة إنه سيتم تسليم الدفعة الأولى من محرك PD170 قريبا الى شركة صناعات الفضاء التركية Turkish Aerospace Industries التي تأمل في الحصول على شهادة للمحرك في عام 2018.

"الرجل الشجاع" و"الصقر"

وفى الوقت نفسه، تقول شركة تجارة وهندسة تقنيات الدفاع التركية (STM) المملوكة للدولة إنها بدأت برنامج إنتاج ضخم للسلسلة من الطائرات بدون طيار الجديدة ذات قدرات التكنولوجيا الفائقة. وسوف يستخدم الجيش التركي هذه الطائرات بدون طيار فى عمليات مكافحة الإرهاب فى جنوب شرق البلاد؛ حيث يخوض الجيش وقوات الأمن التركية معركة ضد الإرهابيين من حزب العمال الكردستاني منذ عام 1984.

وقال إسماعيل دمير، وكيل وزارة الدفاع للصناعات العسكرية إنه يجري الآن إنتاج ضخم لطائرات بدون طيار هجومية من نوع كاميكاز تقوم بتفجير نفسها عند الاصطدام بالهدف، وهي مجهزة بخوارزميات الذكاء الاصطناعي للرصد، وسوف يزود بها الجيش التركي في وقت لاحق من هذا العام.

ومن بين الطائرات بدون طيار التي تنتجها تركيا طائرة Alpagu، التي تعني "الرجل الشجاع" في االلغة التركية القديمة. ويمكن التحكم في هذه الطائرة عن بعد من جانب مُشَغِّل أو من خلال خاصية "التحكم الآلي" ويمكن أن تكون جاهزة للإطلاق في غضون 45 ثانية. وهناك الطائرة Togan التي تعني الصقر في اللغة التركية، ووضعت لأغراض الرصد. ويقول مسؤولو شركة "ستم" إن "توغان" تتميز بقدرات تكبير بصرية عالية نسبيا وأداء عالٍ للطيران. وسوف تدخل الطائرتان في خدمة الجيش التركي.

الأمن القومي واستجابة الصناعات العسكرية التركية

وقد اعتمد مسؤولو المشتريات والصناعات العسكرية في تركيا على نحو متزايد على مختلف أنظمة الطائرات بدون طيار، وعلى الأخص تعزيز المعركة غير المتماثلة للدولة  ضد المتمردين الأكراد والجماعات الإرهابية التي تقاتل في سوريا.

وقال مصدر في شركة تجارة وهندسة تقنيات الدفاع التركية: "إن هناك طلبا متزايدا من المستخدم العسكري على أنظمة الطائرات بدون طيار والأنظمة الفرعية بجميع أنواعها الممكنة، وليس من شركتنا فقط، ولكن الصناعات العسكرية كلها تعمل على مختلف البرامج."

تزدهر الصناعة المحلية لمواجهة الطلب المتزايد. وفي مارس/ آذار، سلمت شركة كالي بيكار المشتركة التي أسستها التي أسستها شركتا Kale Group وBaykar Technologies، مجموعة من ست طائرات بدون طيار من نوع "بيراكتار تي بي 2" (Bayraktar TB2) إلى الجيش التركي. ستتمركز هذه الطائرات في ولاية إلازيغ بالقرب من مناطق التمرد الكردية. وقد اختبر الجيش التركي هذه الطائرة العام الماضي، ونجحت في ضرب هدف في حقل تدريب في ولاية قونية وسط الأناضول من مسافة 8 كيلومترات. تسلح الطائرة بقنابل ذات توجيه ليزري MAM-L من إنتاج شركه Roketsan التركية.

تعمل الصناعة الدفاعية التركية أيضا على تطوير نظام الاستخبار على الإشارة (SIGINT) من نوع BSI-101  تزود بها طائرة بيراكتار بهدف إنهاء اعتماد تركيا على أنظمة SIGINT الأمريكية للطائرات المسيرة عن بعد. يمكن لبايركتار أن تطير لمدة 24 ساعة على ارتفاع  أكبر من 24 ألف قدم. ويبلغ نطاق اتصالاتها 150 كيلومترا، ويمكنها أن تحمل حمولة نافعة تصل إلى 55 كيلوجراما.

وفي يونيو/ حزيران، أعلنت شركة ميتكسان سافونما، وهي شركة دفاعية تركية خاصة، أنها نجحت في تطوير أول نظام إقلاع وهبوط محلي للطائرات بدون طيار. وقالت الشركة إن نظام OKIS يهدف إلى استبدال أنظمة ATOLL المستوردة المستخدمة حاليا في الطائرات بدون طيار تركية الصنع. وفي الشهر نفسه أصدر مكتب المشتريات العسكرية طلبا آخر للحصول على برنامج جديد لطائرات بدون طيار قادر على التقاط صور جوية، وقال المكتب إن المنافس ستنحصر بين الشركات المنتجة المحلية فقط. كما أعلن المكتب عن طلب للحصول على نظام غير مأهول للإقلاع والهبوط العمودي على متن السفن.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!