بيرجان توتار – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

مع انتهاء العمر الافتراضي لاستراتيجية مكافحة الإرهاب، بلغت مخاطر وقوع حرب إقليمية ذروتها. فالبلدان المؤسسة للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش أصبحت تتمركز في معسكرات متنافسة في مرحلة ما بعد داعش.

عند النظر إلى سياسات الترويكا المكونة من الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية التي تستهدف إيران، والسجال الدائر بين الترويكا المذكورة وطهران، يبدو أن الوضع يؤذن بحرب جديدة في الشرق الأوسط.

لكن بموجب معطيات السياسة الواقعية من المستحيل تقريبًا تحقق ذلك، لأن تأثير روسيا وتركيا في المنطقة والمقاومة السلبية للصين تصعّب من تحقق المخططات الأمريكية.

مع فشل خططها ضد روسيا وتركيا، وضعت الإدارة الأمريكية عزل إيران نصب عينيها في المرحلة الجديدة. وأقدمت على أول خطوة خلال الزيارة الخارجية الأولى لترامب إلى الرياض في 20 مايو/ أيار.

دفعت إسرائيل والولايات المتحدة السعودية إلى الجبهة، وأعلنتا النظام الإيراني عدوًّا باعتباره مصدر "الإسلام الراديكالي".

في 5 يونيو/ حزيران، فُرض حصار على قطر لأنها لم تقطع علاقاتها مع إيران.

في 16 يونيو، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستدعم علنًا جميع الأنشطة التي تقوم بها وكالة الاستخبارات المركزية ضد إيران.

في 21 يونيو، عين الملك سلمان ابنه محمد البالغ من العمر 31 عامًا والمؤيد للحرب على إيران، وليًّا للعهد.

في 13 أكتوبر/ تـشرين الأول، سحب ترامب دعمه للاتفاق النووي المبرم مع إيران في 2015، وألقى بالكرة في ملعب الكونغرس.

في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني، نشرت وكالة الاستخبارات المركزية وثائق عن ارتباطات لتنظيم القاعدة مع إيران، من بين حوالي 500 ألف وثيقة استولت عليها خلال العملية التي قُتل فيها زعيم التنظيم أسامة بن لادن.

في 4 نوفمبر، القبض على 11 أميرًا و4 وزراء فضلًا عن أكثر من ألف موظف ورجل أعمال بتهم فساد في الرياض.

في 5 نوفمبر، أطلقت الرياض المدعومة من الرئيس الأمريكي تهديدات بحرب ضد إيران ولبنان.

بطبيعة الحال، إسرائيل موجودة في قلب كل هذه التطورات. فقبل شهر أجرت تل أبيب أكبر مناورات عسكرية في تاريخها، وأطلقت الخميس الماضي تمرينًا جويًّا مع 8 بلدان.

الأمر الملفت هو التأكيد على أن المناورات أجريت "ضد النفوذ المتزايد لروسيا في الشرق الأوسط". بمعنى أن الخطر الحقيقي هو القوة المتعاظمة لموسكو، وليس طهران، فضلًا عن التقارب التركي الروسي المتزايد في المنطقة.

فالعائق الأكبر حاليًّا أمام الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى هو الحاجز المكون من روسيا وتركيا وإيران، بحسب إدارة ترامب.

لهذا يعمل البيت الأبيض بكل قوته على مشروع إبعاد وعزل إيران عن روسيا وتركيا، ويمارس ضغوطًا على الاتحاد الأوروبي أيضًا في هذا الخصوص.

لكن عوضًا عن فرض عقوبات، توقع بريطانيا وفرنسا وألمانيا اتفاقيات تجارية بمليارات الدولارات مع طهران، انطلاقًا من اعتقادها أن تجربة الحرب العراقية ستحول دون وقوع اشتباك ساخن بين الولايات المتحدة وإيران.

أما الخاسر فسيكون المللك سلمان، الذي يستعد لإعلان الحرب على إيران المحمية بمنظومة صواريخ إس-300، بتحريض من الولايات المتحدة وإسرائيل.

وإذا وقعت الحرب، كونوا على ثقة أن الملك سلمان سيفقد ما بيده، شأنه في ذلك شأن بارزاني، الذي دخل في مغامرة غير محسوبة دفعته إليها إسرائيل والولايات المتحدة.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس