ترك برس

قال رئيس الوزراء وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان، إن "البعض يريد أن يلعب بالنار، ونحن دولة مستقلة سياسيًا واقتصاديًا، ومستعدون لدفع أي فاتورة للتقارب مع تركيا مهما كانت الظروف، ولن نقبل بتحقير الشعب السوداني".

وخلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي الذي يعقده بوزارة الإعلام، بالعاصمة الخرطوم، أعرب عثمان عن رفض بلاده تقارير إعلامية مصرية انتقدت تقاربها مع تركيا الذي تُوج بزيارة الرئيس رجب طيب أردوغان الاخيرة للخرطوم.

واعتبر عثمان تلك الانتقادات الإعلامية المصرية محاولة لـ"اغتنام الفرص للنيل من السودان وشعبه ورئيسه عمر البشير"، حسب ما نقلت وكالة الأناضول التركية.

وقال وزير الإعلام السوداني خلال المؤتمر: "البعض يريد أن يلعب بالنار، ونحن دولة مستقلة سياسيًا واقتصاديًا، ومستعدون لدفع أي فاتورة للتقارب مع تركيا مهما كانت الظروف، ولن نقبل بتحقير الشعب السوداني".

وأضاف: "الاتفاقيات التي وقعناها مع الجانب التركي، وعلى رأسها التعاون العسكري، ليست سيفًا مسلطًا على أي دولة من دول الجوار".

ووصف عثمان زيارة أردوغان إلى السودان بأنها "تاريخية ولها ما بعدها، وفي إطار تبادل المنافع، والتعاون مع تركيا جاء في إطار ما تشهده المنطقة من قرارات جائرة خاصة المتعلقة بالقدس".

وزاد: "رفضنا القرار بشأن القدس رغم الضغوطات والتهديدات (دون تفاصيل عن تلك التهديدات)".

وفي 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده رسميا بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة، مما أثار غضبا عربيا وإسلاميا، وقلق وتحذيرات دولية.

وأوضح الوزير السوداني، أن "الحديث عن زيارة الرئيس التركي، وتحريفها بأن تأتي في إطار بناء محور تركي قطري سوداني، خطأ وغير وارد في الحسابات".

وأضاف: "الذين اغتنموا الفرص للنيل من السودان والشعب السوداني، والرئيس البشير عليهم أن يتوقفوا".

وتابع: "كما شاهدنا واستمعنا للانفلاتات غير الأخلاقية من الإعلام المصري، والتي تكررت كثيرًا، وفيها الكثير من السوء".

وزاد: "نقل التوتر على المستوى الشعبي خطير للغاية، خاصة وأن الخلافات بين الخرطوم والقاهرة أمر طبيعي، ولكن علاقاتنا مع الشعوب قائمة على الاحترام".

وأردف الوزير السوداني: "شاهدنا أيضًا في الفضائيات المصرية من بعض ذوي النظرة القاصرة، التهكم وتوجيه الاتهامات إلى السودان حكومة وشعبًا، ومثل هذه المحاولات غير اللائقة يجب أن تتوقف".

وأشار إلى أن "هذه الافتراءات ستسبب جرحًا غائرًا، لن يضمد على الإطلاق".

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، في مؤتمر صحفي صحفي مشترك عقده بالعاصمة الخرطوم، مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، إن السودان "لم يكن في يوم من الأيام طرفًا في حلف، ولا نؤمن بسياسة الأحلاف؛ فنحن منفتحون على أشقائنا في كل العالم؛ أفارقة وعرب ومسلمين".

وفي معرض رده عن سؤال حول تقليل بعض وسائل الإعلام المصرية من شأن زيارة أردوغان للسودان، قال غندور: "تابعنا بكل أسف ردود أفعال البعض من الإعلام المصري ولا أقول كله، واستغربنا جدًا مثل هذه الردود، لكننا لا نأخذ كل الشعب المصري بجريرة بعضه".

وأنهى الرئيس التركي، الثلاثاء، زيارة إلى السودان، بدأت الأحد، برفقة 200 من رجال الأعمال، في إطار جولة إفريقية، وشهدت الزيارة توقيع 21 اتفاقية في المجالات المختلفة.

وتسود العلاقات بين مصر والسودان، حالة توتر ومشاحنات في وسائل الإعلام، إثر عدة قضايا خلافية، منها النزاع على مثلث حلايب الحدودي، وموقف الخرطوم الداعم لسد النهضة الإثيوبي الذي تعارضه القاهرة، مخافة تأثيره على حصتها من مياه نهر النيل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!