ترك برس

تصحبنا في هذا الموضوع الصحفية التركية "نيفين سلمان" في جولة سياحية  في قرية "دوغان بيه" Doğanbey Köyü الجميلة التابعة لمدينة "سوكه" Söke التي تقع في ولاية آيدن غرب تركيا، وتقع بالقرب منها شبه جزيرة "ديلك" Dikek Yarımadası وحديقة ومنتزه دلتا نهر مندريس الكبير Büyük Menderes deltası Milli Parkı.

يعود تاريخ القرية إلى القرن السابع قبل الميلاد حين كانت قرية رومية صغيرة تسمى "دوماتيا" Domatia نسبة إلى غرف منازلها الكبيرة، حيث كان يسكنها الروم الذين استقدموا إليها بفرمان سلطاني عام 1800 وحتى العام 1924 حين أبرمت معاهدة المبادلة بين اليونان وتركيا.

عندما دخلنا القرية انتابنا شعور من السعادة والسكينة، كيف لا والتاريخ يعود بنا إلى الوراء لنستشعر عراقة وأصالة الماضي.

رَكنّا سيارتنا عند مدخل القرية حيث ينتهي عنده الطريق الإسمنتي، وبدأنا بمشاهدة أزقة القرية المرصوفة بالحجارة، تابعنا المسير لنرى منازل القرية الأثرية المبنية على الطرازين العثماني والرومي والمنتشرة بين الأشجار والنباتات الخضراء والأزهار الملونة.

وحسب أهل القرية فإن معظم منازلها تم ترميمها، فمنها ما تم طلاؤه بألوان زاهية والآخر زين بالورود، كما لفتت انتباهنا النوافذ والأبواب الخشبية العتيقة التي يفوح منها عبق التاريخ.

تابعنا جولتنا بين أزقة القرية الضيقة، ولم نكُفّ عن التقاط الصور. وأثنا مسيرنا صادفنا زوجان من أهل القرية يلتقطان الصور قبل حفل زفافهما، باركنا لهما والتقطنا لهما صورة تذكارية.

كثير من هذه المنازل الحجرية تركها أصحابها وأصبحت بعد ذلك مملوكة من قبل أصحابها الجدد كالفنانين والكتاب وأساتذة الجامعة المتقاعدين، وبعضها أصبح متحفًا أثريًا، والبعض الآخر يؤجر بمبلغ يتراوح بين 150 إلى 200 ليرة تركية لليوم الواحد.

كما التقينا أيضا بسيدة فاضلة تدعى "أمل أكسوي" تقول بأنها حفيدة الصدر الأعظم العثماني "شاكر باشا". افتتحت أمل أحد المنازل كمتحف تاريخي تعرض فيه نماذج من ألبسة نساء أهل القرية التراثي التي يعود تاريخ بعضها إلى قرابة 150 سنة، كما تعرض فيه أيضا الأدوات والأواني التي كانت تستخدم قديما. 

كانت رحلة ممتعة بالفعل أنصحكم بتجريبها وزيارة القرية في أقرب فرصة.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!