إسماعيل ياشا - العرب 

حقق رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان نجاحات كبيرة قلّ نظيرها منذ أن دخل المعترك السياسي. ويرى المنصفون آثار تلك النجاحات الباهرة في جميع أنحاء تركيا، كما أنها من أبرز العوامل التي ساهمت في حفاظ حزب العدالة والتنمية على شعبيته، رغم مرور 15 عاماً على استلامه الحكم في البلاد.

النجاحات السياسية والاقتصادية التي حققها أردوغان، جعلته هدفاً لانتقادات خصومه السياسيين الذين فشلوا في جميع الانتخابات، وخسروا كافة المعارك الديمقراطية التي خاضوها ضده. وكذلك القوى الدولية والإقليمية التي ترى في صعود تركيا، بقيادة أردوغان، خطراً على مصالحها، تشنّ حملات إعلامية مغرضة، تستهدف رئيس الجمهورية التركي.

هناك فئة أخرى تسعى بكل السبل والوسائل إلى تشويه صورة أردوغان، ولكن الدافع الذي يحركها يختلف تماماً عن دوافع الآخرين، لأن المصنفين ضمن تلك الفئة ليسوا بمنافسين سياسيين لأردوغان، ولا لاعبين إقليميين أو دوليين، وإن توهموا أنهم كذلك. 

هؤلاء يعادون رئيس الجمهورية التركي، لأنهم يحسدون النجاحات الكبيرة التي حققها الرجل في فترة وجيزة، في مقابل فشل الآخرين الذين يملكون ثروات طبيعية هائلة. ويكاد أحدهم يموت غيظاً حين يسمع شاباً من شباب بلده يقارن إنجازات أردوغان في تركيا مع إخفاقات حكومته، ويثني على نجاحات رئيس الجمهورية التركي.

محاولات التشويه التي يشنها هؤلاء ضد أردوغان، سواء في وسائل الإعلام التقليدية أو في مواقع التواصل الاجتماعي، عبر الطبول، والأقلام المأجورة، والذباب الإلكتروني، تهدف إلى التقليل من شأن إنجازات رئيس الجمهورية التركي، كي لا ينبهر بها شباب بلادهم، أو يقارنوا تلك الإنجازات والمشاريع التنموية الضخمة مع حالة الفساد والفشل التي أصبحت من أبرز صفات حكوماتهم، فيندفعون نحو التفكير في المطالبة بالتغيير، والمشاركة في صنع القرار، عبر صناديق الاقتراع.

هؤلاء في الحقيقة لا يعادون أردوغان بعينه، بل يعادون النجاح نفسه، لأن النجاح يكشف عوراتهم ويزلزل عروشهم، ولو كان زعيم آخر غير أردوغان حقق هذه النجاحات، وألهم شباب بلادهم وكسب قلوبهم، لاختلقوا لتشويه صورته ألف تهمة وتهمة. ومن الأساليب التي يستخدمها هؤلاء في محاولة تشويه صورة أردوغان، تشبيهه بالزعيم المصري جمال عبد الناصر، أو زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله. ويقولون إن أردوغان يرفع شعارات فارغة، مثل عبد الناصر ونصر الله، ليكسب قلوب الجماهير، ويصفون المنبهرين برئيس الجمهورية التركي بـ «الغوغاء».

أردوغان ليس بعسكري دكتاتوري، ولا زعيم تنظيم طائفي تابعاً لولي الفقيه، بل رئيس حزب سياسي، خاض منذ تأسيسه انتخابات عديدة، فاز في جميعها لثقة الشعب التركي به. وتشهد له أرقام النمو الاقتصادي التركي، والمشاريع العملاقة التي أنجزها حزب العدالة والتنمية في الحكم خلال 15 عاماً، الأمر الذي يؤكد بكل وضوح أن إعجاب الملايين برئيس الجمهورية التركي ليس بسبب شعارات يرفعها، أو تصريحات يدلي بها، بل يعود إلى أفعاله وإجراءاته التي يرى المواطنون الأتراك ثمراتها في حياتهم اليومية.

مهما حاول هؤلاء تشويه صورة رئيس الجمهورية التركي، والتقليل من شأن إنجازاته، من خلال تشبيهه بأمثال عبد الناصر ونصر الله، فإن الشمس لا يمكن أن تغطى بغربال. كما أن معظم الشباب ليسوا بمغفلين لدرجة أنهم غير قادرين على التمييز بين أردوغان وعبد الناصر ونصر الله.;

عن الكاتب

إسماعيل ياشا

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس