ترك برس

"نور" و"روى شبقلو" شقيقتان لبنانيتان كانتا تتابعان الدراما التركية، ثمّ تحوّلتا إلى شريكتين في تقديم التركية للجمهور العربي.

وعلى الرغم من أن أجداد الفتاتين أتراك إلا أنهما لم يكن لديهما أي أثر أو ارتباط بجذورهما الأصلية، وتمنّتا لو أنّهما تملكان أي شيء من تركيا.

البداية من المسلسلات

حين بدأت المسلسلات التركية بالظهور على الشاشات العربية في عام 2005 ونافست نظيرتها العربية في عام 2009، أحبّت نور وروى متابعتها، وقرّرتا متابعة المسلسلات التركية بدون دبلجة عربية صوتية، وحتى بدون ترجمة سنة 2011.

وبعد عام من متابعتها بدون ترجمة فهمتا المحتوى كاملًا، وأهداهما والدهما قمرًا صناعيًا تركيًا، فاتّسعت مساحة اطّلاعهما على القنوات التركية وإصغاؤهما للأخبار بأنواعها حتى الرياضية منها والأغاني التركية، مع متابعة العامل المساعد في تعلم معاني الكلمات وكيفية نطقها عبر الإنترنت، وقراءة الكثير من الكتب والشعر التركي.

وفي منتصف عام 2012 تكلّمت الشقيقتان التركية بطلاقة، وتعرّفا على أتراك لممارسة المحادثة التركية معهم، وامتلكتا ناصية اللغة بقوة دون الالتحاق بأي معهد لغة أو الارتباط بأي مُدرّس.

من التعلّم إلى الترجمة

تقول "روى" (18 عامًا)، طالبة المختبرات الطبية، في حديث لوكالة الأناضول: "لم أكن أصدّق أن الأحلام تتحقق بالإرادة إلا بعد تجربتي".

تواصلت الفتاتان مع موقع لترجمة المسلسلات التركية، وبدأتا بترجمة الأعمال الدرامية التركية للموقع، لتنطلق مسيرتهما في ترجمة الدراما والأغاني والمؤتمرات والندوات الإعلانات. وأصبحت الترجمة التركية بالنسبة لهما حالة حبّ تجسّدها الرغبة بنقل الكلمة التركية للعالم بأكمله.

أما "نور" (20 عامًا)، وهي في السنة الأخيرة لدراسة المختبرات الطبية أيضًا، فقد قالت: "نترجم لأربع أيام في الأسبوع، وهي أحب أوقاتنا، ونتحمّس لأي حرف تركي بشدّة، ويروق لنا نقل تجربتنا للآخرين، ولن نتردّد في تقديم المساعدة لمن يطلبها منّا".

وتفتخر "نور" و"روى" بالنجاح الذي حقّقته المسلسلات التركية المترجمة من قبلهما، ويعدّان "أرطغرل" من أحبّ المسلسلات التي تابعاها وقاما بترجمتها. وسمّتا صفحتهما على مواقع التواصل الاجتماعي "عرب وترك" لاستثمار الإقبال العربي المتزايد على كل ما هو تركي، ولإبراز أعمالهما. وتُعنى بتزويد متابعيها الذين يزيد عددهم عن 325 ألفًا بكل تركي جديد.

وبعد أن ترجما مقتطفات من مسرحية تركية لاقت استحسانًا واسعًا بين المتابعين، قرّرت الشقيقتان ترجمة المسرحيات التركية التي أهملها المترجمون العرب.

ومن أولويات الشقيقتين دراسة الأدب التركي كاختصاصٍ ثانٍ في الجامعة لدعم مهارتهما في اللغة.

وفي شهر آذار/ مارس 2012 افتُتِح فرع معهد "يونس إمره" في العاصمة اللبنانية بيروت. كما ارتفعت نسبة الإقبال على تعلّم اللغة التركية في لبنان بنسبة 80 في المئة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!