ترك برس

اختلف الفقهاء في حكم اتّكاء الخطيب على العصا ونحوها من سيف أو قوس أثناء خطبة الجمعة على قولين: أولهما: الندب والاستحباب للمالكية والشافعية والحنابلة. وثانيهما: الكراهية للحنفية وإن خالف بعض فقهائهم.

كان السلطان العثماني "محمد الفاتح" أول من ألقى خطبة الجمعة متقلدا السيف في الجامع الكبير بمدينة "أدرنة" قبل فتح "إسطنبول"، واتّبعه السلاطين لستة قرون تالية.

ويقول "متين أولو أوجاك" إمام وخطيب الجامع الكبير في مدينة "أدرنة" شمال غرب تركيا إنهم يحافظون على تقليد اﻷجداد بتقلّد السيف أثناء الخطبة منذ نحو 600 عام، مشيرا إلى أن الجامع يستقبل المصلين القادمين من مختلف المدن التركية لمشاهدة تقليد إلقاء الخطبة بالسيف الذي يتبع في خطبة الجمعة واﻷعياد.

وأشار "أوجاك" إلى أن الجامع الكبير كان يشهد مراسم تولي اﻷمراء العثمانيين العرش وتقلدهم السيوف في الفترة التي كانت فيها "أدرنة" عاصمة للدولة العثمانية لمدة 92 عامًا.

بني الجامع الكبير بين عامي 1403 و1414 ليكون أول جامع كبير في "أدرنة"، وتولى بناءه الأمراء العثمانيون سليمان جلبي، وموسى جلبي، ومحمد جلبي.

وبعد التقدّم التركي إلى الأناضول في معركة ملاذكرد، أسّس "غازي بن دانشمند" إمارة دانشمنديون، وسيطرت سلالته على المناطق الشمالية الوسطى في اﻷناضول، وتوفي في عام 1104.

ومؤخرًا، في جامع "أولو" التاريخي الذي بُنِيَ في مدينة "نكسار" التابعة لمدينة "توقات" التركية في عام 1145، ألقى مفتي المدينة "علي جانبولات" خطبة الجمعة حاملًا السيف في يده، مؤكدا أنها عادة تقليدية يعود تاريخها إلى نحو  600 عام.

تجري هذه العادة في جوامع الفتح على وجه الخصوص ﻹظهار سيادة اﻹسلام في اﻷرض التي تم فتحها.

وأشار "جانبولات" إلى أنهم حصلوا على إذن من رئاسة الشؤون الدينية و اﻹدارة السياحية في شهر أيار/ مايو 2017 لتطبيق هذه العادة دائما في كل جمعة، وسيواصلون تطبيقها.

وفي يوم الجمعة الماضية 19 كانون الثاني الجاري، ألقى الشيخ "أيوب" خطبة الجمعة في جامع أدرنة الكبير محييًا هذه العادة الفريدة.