هاكان جليك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

حققت عملية غصن الزيتون، التي يخوضها الجيش التركي على الحدود مع سوريا، نجاحًا كبيرًا حتى الآن.

وأزعم أنه لا يوجد قوة مسلحة أخرى في العالم تنفذ عملياتها في مكافحة الإرهاب بحذر شديد على غرار ما يفعله الجيش التركي. هذا التعامل الدقيق ظهر في العمليات داخل البلاد وفي عملية درع الفرات.

ولو أن تركيا لم تبدِ هذه العناية لوصلت منذ مدة بعيدة وسط مدينة عفرين ولسوت المناطق التي مرت بها بالأرض.

وبينما تمثل هذه الحقيقة للعيان، يلجأ البعض ممن يقيمون علاقات تحالف مع حزب العمال الكردستاني إلى الكذب بالقول إن "تركيا تقتل المدنيين".

كما أن هناك أصوات تتعالى من بعض البلدان في هذا الخصوص، لكن لا يوجد من يصغي إليها. وعلى الأخص فرنسا، التي استعمرت قرابة ثلث العالم على مدى قرون، هي آخر بلد يمكنه أن يعطي درسًا لتركيا عن "الاستعمار".

كما أن أنقرة تردد منذ اليوم الأول لعملية غصن الزيتون أنها ليست عملية تهدف لاحتلال أراضي الآخرين.

ما فعله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو نفاق بامتياز. فهو القائل، بعد إجراء اتصالات مستمرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "لو تعلمون ما أصعب أن تكونوا مجبرين على تحمل هذا الأمر".

تحاول فرنسا تشويه صورة تركيا في مسعى منها للعودة إلى دائرة الفاعلين في الشرق الأوسط، بعد أن أصبحت خارجها.

أعتقد أن بعض الاعتراضات ستصدر عن روسيا أيضًا مع مرور الوقت في عملية عفرين. فتقدم تركيا وتحولها إلى فاعل مؤثر أكثر في سوريا أمر لا تحبذه موسكو.

وتقديم روسيا دعمها للعملية، أو على الأقل عدم اعتراضها عليها، يقف وراءه تطلعات روسية إلى تدهور العلاقات بين أنقرة وواشنطن. فروسيا ترحب بتباعد المسافة أكثر بين تركيا والناتو والغرب.

الدول المنافسة لتركيا على مختلف الأصعدة، اتخذت حتى اليوم من المسألة الأرمنية والقضية القبرصية وورقة العضوية التامة في الاتحاد الأوروبي، ذرائع لجأت إليها. والدور الآن جاء على حزب العمال الكردستاني.

ولهذا فإن هذه المنظمة الانفصالية تحظى اليوم بالاهتمام والدعم، كما لم تحظَ بهما في أي وقت مضى. ومؤخرًا أدلى نواب في البرلمان الألماني عن حزب الخضر بتصريحات مناهضة لتركيا، وهم يعصبون رقابهم بوشاحات ملونة بالأصفر والأحمر والأخضر (ألوان حزب العمال).

وإلا فكيف يمكن تفسير الدعم المقدم لوحدات حماية الشعب، ذراع حزب العمال في سوريا، رغم قتلها المدنيين، وتنفيذها هجمات بواسطة انتحاريين؟

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس