كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

الجميع كان يترقب طريقة رد الولايات المتحدة على عملية "غصن الزيتون"، التي أطلقتها تركيا في عفرين. بعد جس نبض طويل ودراسة الاحتمالات سيّرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قوات حزب الاتحاد الديمقراطي في شرق الفرات إلى عفرين.

أدركت البنتاغون أنها حتى لو أخلت عفرين من مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي، فإن أنقرة لن تقف عند هذا الحد، وستواصل طريقها نحو شرق الفرات.

وتعي البنتاغون أنها لن تستطيع إدامة سيطرتها على شرق الفرات، إن لم تتمكن من وقف تركيا في عفرين. حزب العمال الكردستاني لا يملك عقلًا مدبرًا، فعناصره الإرهابية في الميدان تتحرك وفق تعليمات البنتاغون.

بعد أن وضعت استراتيجية من أجل إيقاف تركيا في عفرين، التفتت البنتاغون إلى المعارضة في الداخل لتحريكها ضد العملية. حيث غير حزب الشعب الجمهوري من موقفه وأدلى بتصريحات تدعو إلى عدم دخول الجيش التركي إلى عفرين. وهذا يعطي فكرة عن كيفية ممارسته ضغوطًا على الحكومة.

تخطط البنتاغون لتكبيد الجيش التركي خسائر كبيرة في مركز عفرين، ما سيزيد الاستياء من عملية غصن الزيتون في الداخل التركي، وبالتالي إنهاء العملية.

المؤشرات على ذلك بدأت تظهر من الآن، فمن جهة تسعى البنتاغون إلى إلحاق هزيمة معنوية في أوساط المجتمع باستغلال أخبار سقوط عناصر الجيش التركي، ومن جهة أخرى تحاول وضع حد لعملية غصن الزيتون من خلال تحريض الشعب على الحكومة.

وكما أن أنقرة أدركت خطة البنتاغون بخصوص عفرين، فهي كشفت الشبكة الانهزامية في الداخل. مهما كلف الأمر، لن تسمح تركيا بإنشاء حزام إرهابي، أي دولة لحزب العمال الكردستاني، على حدودها الجنوبية.

مهما كانت آليات ممارسة الضغوط من الخارج والداخل، فإن أنقرة لن تدع عملية غصن الزيتون دون إتمامها.

لن يتأثر تقدم القوات المسلحة التركية بالأفخاخ التي تنصبها البنتاغون، بعد تقويتها حزب الاتحاد الديمقراطي في عفرين. تبين بكل وضوح أن تركيا هي المستهدفة الوحيدة من تشكيل حزام إرهابي على حدودنا الجنوبية.

الغاية من تشكيل جيش إرهابي ودولة إرهابية في الجنوب هو محاصرة تركيا. ولهذا ينبغي على أنقرة أن تواصل العملية حتى النهاية، وتقضي على هذه الكيانات الإرهابية. أما الولايات المتحدة و أذنابها في الداخل التركي، فلن تستطيع أن توقف أنقرة.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس