ترك برس

اضطر العديد من السوريين الذين نزحوا إلى تركيا للعمل بأعمال لم يألفوها في بلادهم للحصول على لقمة العيش لعائلاتهم، فمن خسر منهم كل ما يملك لم يعد امامه إلا أن يعمل أي عمل يسد به رمقه.

ومن لم يستطع العثور على فرصة عمل، سواء كان شابًا أو مسنا، متعلما بدرجة عالية أو بلا شهادة، فإنه يبحث عن أي عمل يقتات منه.

ومن هذه المهن وغير المألوفة مهنة جمع الخردة التي يُسمّى العامل بها بالتّركية "خردجي" (Hurdacı)، حيث يقوم جامع الخردة بجمع النايلون والكرتون من الشوارع والحدائق والأماكن العامة من حاويات القمامة، وفي آخر اليوم يذهب إلى تاجر يتعامل معه كي يشتري منه ما جمعه.

أحد التجار اﻷتراك الذين يتعاملون مع السوريين ويشترون منهم الخردة، يقول: "اسم مصلحتنا بالتركي خردجي، وأنا أعمل بها منذ زمن طويل وأتعامل مع أتراك وسوريين، واﻷسعار تتغير كل فترة وفترة وليس هناك دخل ثابت ومستقر لها".

ويوضح طبيعة عمله قائلا: "إن ما يتم جمعه في مخزني، يُباع لتجار أتراك لديهم معامل تختص بإعادة تدوير النفايات".

وفي حادثة فريدة من نوعها نقلتها قناة "تي آر تي"، عثر زكريا توتنجي الذي يعمل بجمع الخردة في ولاية أديامان قبل نحو سنة عثر على مجوهرات في حاوية القمامة بقيمة 7500 دولار قام بتسليمها إلى الشرطة التركية.

جاؤوا من مختلف المشارب ويكسبون عيشهم من جمع الخردة

احمد أب لخمسة أطفال، هرب من حلب قبل سنوات، يعيش في مرسين مع عائلته، وعندما ضاق به الحال في تركيا لجأ إلى هذه المهنة، مستعينا بدراجته النارية التي استدان ثمنها من شقيق له في الخليج.

يأخذ أولاده إلى المدرسة صباحا و يبدأ عمله بالتنقل من حاوية إلى أخرى لجمع الخردة، ويفرغ حمولته عند الظهيرة في حديقة منزله ويعيد أولاده من المدرسة، ثم يستأنف عمله للثامنة مساء. ويقول أحمد: "أجني قرابة 100 ليرة يوميا من هذا العمل، ولا أخجل منه".

ونقلت صحيفة حرييت قصة رجل اﻷعمال نادر إبراهيم الذي حولته اﻷيام من رجل أعمال إلى جامع للكرتون على عربة يجرها في الشوارع.

درس إبراهيم الاقتصاد في المغرب، فأتقن الفرنسية واﻹنجليزية، ثم أقام في إسبانيا وإيطاليا وتعلّم لغتي البلدين، واشتغل بعدها في التجارة في سوريا، وفرّ منها في السنوات الأخيرة واستقر في تركيا.

تعرّض إبراهيم لعملية احتيال في أدرنه من شركائه الذين سرقوا أمواله، واستقر به المطاف إلى هذا العمل.

كما تداولت صفحات شبكات التواصل الاجتماعي صورا لأستاذ جامعي في اﻹعلام لم يحظَ بفرصة عمل فانتهى به الحال إلى هذه المهنة.

سوريان يتسببان باستنفار البريد التركي!

في 23 آذار/ مارس الجاري، نشرت وكالة إخلاص التركية قصة طريفة لشابين سوريين يعملان في جمع الخردة. فقد أعلن مكتب البريد التركي ptt في مدينة "توربالي" حالة الاستنفار بعد اختفاء رسائل وأوراق رسمية كانت متروكةً على باب مكتب البريد ويفترض أن يأخذها موظف لتوزيعها.

تبيّن لاحقًا أنّ الشابّين السوريين مرّا من أمام باب المركز، ووضعا الأوراق داخل عربتهما وتابعا طريقهما، ظنّا منهما أنّها قمامة. وبعد فحص تسجيل كاميرا المراقبة تمّ العثور على الشابين على بعد 600 متر من المركز، فقام الشابان بإخراج كل ما في عربتهما إلى ان عثر الموظف على الرسائل البريدية، وتنفّس حينها الصعداء. ثم تابع الشابّان طريقهما.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!