خاص ترك برس

رغم الألم المحيط بهم من كل حدب وصوب، ورغم التهجير والغربة التي تعرضوا لها على مدى 7 سنوات قاسية، يبدع السوريون المتواجدون في تركيا في جميع مناحي الحياة، ليثبتوا للعالم بأن النفس السورية تحمل كل علم وفنّ ونظرة متجددة للكون.

ولا يمرّ يومٌ إلا ونفاجأ بتفوّق طالب في جامعة، أو نجاح طفل أو امرأة في جانب من جوانب الحياة، أو إبداع عالم في علمه، وفنان في فنّه..

والفنان "بكري إسماعيل" ابن مدينة حلب السورية، هو أحد المبدعين الذين استقبلتهم الدولة التركية، ويقيم حالياً في مخيّم "الإصلاحية" التابع لولاية "غازي عينتاب" جنوب البلاد.

لجأ الفنان "إسماعيل" بادئ الأمر إلى مدينة غازي عينتاب منتصف العام 2013، بسبب آلة الحرب التي دمّرت المدن السورية وقطّعت أوصالها وهجّرت سكانها.

وبسبب ضيق الحال ونفاد كل ما يملك، انتقل مع زوجته للسكن ضمن المخيّم، حيث راح يشارك بالنشاطات والفعاليات الفنية فيه أثناء تعلّمه للغة التركية في دورة "التومر". عند ذلك لاحظ مدير مدرسة المخيم أنجازات إسماعيل الفنية ليطلب منه العمل ضمن مدرسة المخيّم كمعلّم لمادة التربية الفنية للطلبة السوريين اللاجئين فيه.

وفي إطار حديثه لـ "ترك برس" عن مشواره الفني والتعليمي، قال إسماعيل: "درست في سوريا بمعهد الصناعات النسيجية، قسم تصميم الألبسة، وبالتالي كنت أمتلك المبادئ الرئيسة بالرسم منذ تلك الأيام".

وتابع إسماعيل "خلال 5 سنوات، وهي مرحلة تدريسي في مدرسة المخيّم، كنت أجري مع طلابي معارض سنوية للرسوم ضمن المدرسة، وهذا العام أقمت مع 20 من الطلبة معرضاً خارج المدرسة، وكان مميزاً وشهد حضوراً لافتاً".

وحول المساندة التركية التي قُدّمت للفنان، يقول إسماعيل "كان للأستاذ قاسم طاهر أوغلو-مدير مدرسة المخيم- الدور الكبير والمباشر في دعمي فنياً، حيث طلب مني مواصلة الرسم رغم الظروف التي مررت بها، خاصة بعد أن مدّ لي يد العون في تعييني في المدرسة، كما تم دعمنا في المدرسة بتخصيص مكان للرسم مع المستلزمات من قبل القائمقام".

وأوضح إسماعيل بأن "أهم المواضيع التي تتناول اللوحات هي المتعلقة بالتهجير القسري والظلم والتدمير الذي لحق بسوريا، وهي ذاتها مواضيع الأطفال الذين علمتهم الرسم وشاركوا بالمعارض، وأصبح لدينا الآن مجموعة جيدة من الطلاب الذين يتقنون الرسم، وسيقدّمون في المستقبل العديد من اللوحات المميزة بإذن الله".

وبعد الانتصارات التي حققها الجيشان، التركي والسوري الحر، في عملية "غصن الزيتون"، وتحرير عفرين من التنظيمات الإرهابية والانفصالية، قام بكري إسماعيل برسم لوحة تجمع بين السلطان "محمد الفاتح" والرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" تعبيراً عن امتنانه الكبير لتحرير جزء واسع من شمال سوريا وإعادة الأمان إليها، متمنياً من الرئيس أردوغان "تحرير بقية المناطق في سوريا، كما حرر شمال حلب، وكما حرر في السابق، السلطان الفاتح، القسطنطينية، كما وأن أفعال وتصرفات الرئيس أردوغان تتطابق مع السلطان الفاتح في نصرة وحماية المسلمين في معظم بقاع الأرض.. وهذه اللوحة هي هدية متواضعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعبّر من خلالها أنا والشعب السوري عن جزيل شكرنا لما قدمته لنا تركيا".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!