كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
نرافق نحن ومجموعة من الصحفيين رئيس الجمهورية اردوغان في جولته الخارجية إلى إثيوبيا والصومال وجيبوتي، وكانت الخطوة الأولى للرحلة التي ستمتد ثلاثة أيام، العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
بعد اجتماع اردوغان برئيس الوزراء الإثيوبي "هايلة مريم ديسالغنه"، وبرئيس الجمهورية "مولاتو تيشومي"، اجتمعت الوفود الممثلة لكلا البلدين، وأثناء استمرار الزيارة الرسمية لإثيوبيا، وصلنا خبر انفجار سيارة مفخخة في مقديشو عاصمة الصومال، وتحديدا أمام الفندق الذي يقيم فيه الوفد التركي.
كان الوفد التركي يتمثل برجال أمن تابعين لوزارة الخارجية التركية، وكانوا يقيمون في الفندق قبل يوم من زيارة اردوغان من أجل التحضير للزيارة المرتقبة للعاصمة مقديشو.
قام وفد رئاسة الجمهورية التركية بالتحرك فورا بعد سماع خبر الانفجار، للاستفسار عن مَن يقف خلف هذا الانفجار، ومن الذي كان مستهدفا، وعن تعرض أي شخص من الوفد التركي في الصومال للإصابة أم لا.
الأخبار التي وصلت كانت تفيد بمقتل خمسة مواطنين صوماليين، فيما لم يصب أي أحد من الوفد التركي، سوى شخص كان قد تعرض لإصابات طفيفة نتيجة تكسر زجاج نوافذ الفندق الذي يقيم فيه.
لم يمض الكثير من الوقت حتى علمنا بأن "منظمة الشباب" تقف خلف هذا الهجوم، حيث قامت نفس المنظمة باستهداف السفارة التركية في مقديشو عام 2013، لكننا حتى لا نعلم حتى كتابة هذه السطور فيما إذا كان الانفجار الأخير هدفه الوفد التركي بصورة مباشرة أم لا.
رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو يعتقد أنّ الانفجار الذي حصل لم يكن يستهدف الوفد التركي، حيث قال في تعليقه على الانفجار :"نتحدث عن هجوم أمام الفندق الذي يقيم فيه الوفد التركي الذي ذهب للتحضير لزيارة اردوغان، وما زلنا نبحث فيما إذا كان الهجوم يستهدف بصورة مباشرة الوفد التركي أم لا، وتقوم سفارتنا هناك بالتعاون مع المسئولين الصوماليين بأخذ كل التدابير اللازمة، وإلى الآن أرى أنّ اردوغان مُصر على زيارته للصومال، ربما تكون الزيارة محفوفة بالمخاطر، لكن تركيا كعادتها لن تغيّر قراراتها مهما كانت المخاطر المحتملة".
وحول سؤالنا عن احتمالية أنْ يغيّر اردوغان برنامجه بناء على تلك الحادثة، كان كل أفراد الوفد التركي في الصومال يتحدثون بنفس وجهة نظر داود أوغلو، حيث قالوا :"يبدوا أنهم لا يعرفون اردوغان جيدا، لن يتغير برنامج زيارته على الإطلاق".
لم نكتف بذلك، بل تواصلنا مع مستشار اردوغان وسألناه عن احتمالية أنْ يغيّر اردوغان برنامج زيارته، كان الجواب واضحا ومفهوما :"لا يوجد تغيير على برنامج الزيارة".
لا شك أنّ أمن رئيس الجمهورية اردوغان أمر هام جدا، والوفد الأمني المتواجد هناك صاحب خبرة طويلة في هذا المجال، وإذا رأى أنه من الضرورة إلغاء الزيارة فسيلغيها، لكن ما قيل لنا هو التالي :"هذه منطقة خطرة من الأصل، لذا نحن نقوم بأخذ أعلى درجات الحيطة والحذر، وإذا اقتضى الأمر نلغي الزيارة، لكن إلى الآن لا يوجد أي مشكلة، والزيارة ستتحقق كما هو مرسوم لها".
لذا سيقوم اردوغان بعد المشاركة بجنازة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، باستكمال برنامج جولته الإفريقية كما كان مرسوما له.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس