ترك برس

رأى خبراء ومحللون أن نجاح خطة تركيا في محافظة "إدلب" السورية تعتمد على اتفاقاتها مع روسيا، وأن نقاط المراقبة التركية ستلعب دورا كبيرا في منع النظام السوري من التقدم بريا نحو المحافظة التي تعد آخر معاقل المعارضة.

وأشار تقرير في موقع "الجزيرة نت"، إلى مواصلة الجيش التركي تعزيز 12 نقطة مراقبة أقامها قرب خط التماس بين المعارضة والنظام، في إدلب، كما تستعد المعارضة لمواجهة محتملة، مع تزايد التصريحات التركية حول ضرورة حماية المحافظة من هجوم قد يشنه النظام السوري.

ومع أن التفاهم الروسي التركي يستبعد الخيار العسكري في إدلب حتى الآن -بحسب مراقبين- تتنوع السيناريوهات المتوقعة؛ فثمة مخاوف من السياسة التركية كبداية للتقسيم وفرض وصاية على محافظة سورية.

في حين يرى آخرون أن مؤسسات النظام السوري ستعود إلى إدلب، ولكن بطريقة مختلفة عما حصل في المناطق التي استعادها، حسب "الجزيرة نت".

مسؤول العلاقات العامة في فصيل "فيلق الشام"، ماهر حاج إسماعيل، يرى أن المعارضة تدرك أن النظام سيحاول تقويض الاستقرار في إدلب واقتطاع أجزاء منها، لكنه لفت إلى وجود أوراق قوة لدى المعارضة مثل الحدود الطويلة المفتوحة مع الحليف التركي والجبال القريبة من جبال الساحل ووجود أكثر من مئة ألف مقاتل بعد تهجيرهم من مناطق عدة، فضلا عن إمكانية تعبئة خمسين ألفا آخرين من السكان.

وأضاف حاج إسماعيل أن النقاط التركية ستلعب دورا كبيرا في منع النظام من التقدم بريا، فالنظام يعلم أن الهجوم البري يعني "انتحار قواته"، لافتا إلى أن النقاط التركية ستبقى في إدلب إلى حين التوصل إلى حل شامل للقضية السورية.

وتوقع حاج إسماعيل أن تنضم معظم الفصائل إلى مشروع الجبهة الوطنية للتحرير التي ستشكل نواة الجيش الوطني، وأن تسلم سلاحها لهذا الجيش.

وعن مستقبل خريطة سوريا، قال حاج إسماعيل إن مصير إدلب مرتبط بمصير الثورة بشكل عام، موضحا أن تقرير مصير سكان إدلب هو جزء من تقرير مصير سوريا كاملة، وأن المشاكل في سوريا اليوم لا يمكن أن تنفصل عن بعضها.

واعتبر الحديث عن إعادة إعمار تركيا لحلب "لغطا إعلاميا"، موضحا أن المقصود في الاتفاق الموقع بين تركيا وروسيا هو ريف حلب وليس المدينة، كما توقع حصول اتفاقات جديدة لإعادة الإعمار.

وتعليقا على "الورقة البيضاء" التي قيل إن تركيا سلمتها لروسيا وتشرح رؤيتها لمستقبل إدلب، قال المسؤول في فيلق الشام إن الجانب التركي لم يتحدث عن وجود مثل هذه الورقة بشكل رسمي.

من جانبه، قال المحلل الإستراتيجي علي باكير، إن نجاح خطة تركيا في إدلب تعتمد على اتفاقاتها مع روسيا، فما دامت روسيا بحاجة لتركيا في سوريا فإن الأتراك سيأخذون ما يريدون، وفي اللحظة التي يؤمن بها الروس بأنهم لم يعودوا بحاجة إلى تركيا سيصبح وضع الأتراك معقدا.

وأضاف أن الأتراك لا يتوقعون حلا قصير الأجل لأزمة سوريا، ولذلك فهم يعززون نقاط المراقبة التابعة لهم هناك، حسب رأيه.

واعتبر باكير أن تركيا لا تسعى لتقسيم سوريا لأنها ترى أن تقسيم المنطقة سيطولها إن حصل، مبينا أن هدف تركيا هو تهيئة بيئة مناسبة تتوافر فيها الخدمات بشكل يسمح بعودة السوريين ليستقروا في أرضهم.

واعتبر أن ذلك يعد استثمارا مستقبليا لتركيا من ناحية كسب قلوب السكان وإنشاء نموذج قابل للتعميم، على الأقل في المنطقة المحاذية لتركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!