هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

في 22 يوليو/ تموز الماضي، أي قبل أسبوعين، وقع انفجار قرب المطار في العاصمة الأفغانية كابول، قبل مدة قصيرة من هبوط طائرة قادمة من أنقرة، على متنها نائب الرئيس رشيد دوستم.

قُتل في الهجوم 16 شخصًا من بينهم حرس مكلفون بحماية دوستم، وجُرح 60 آخرون. نجا دوستم من محاولة الاغتيال التي كانت تستهدفه.

كان أول عمل قام به دوستم بعد عودته بثلاثة أيام إبعاد حراس مدرسة تابعة لتنظيم غولن كانوا يقاومون السلطات الأفغانية لعدم تسليم المدرسة المتفق على تسليمها إلى وقف المعارف التركي، في إطار اتفاق مع وزارة التربية الأفغانية. وبذلك تسلمت تركيا عن طريق دوستم آخر معقل لتنظيم غولن في أفغانستان.

لم يكن من قبيل الصدفة وجود دوستم على مدى سنوات في تركيا، ولا "الاستقبال" الذي حظي به بمحاولة اغتيال عند عودته، ولا قيامه بأول عمل عند عودته ضد تنظيم غولن..

وبرأيي أيضًا، ليس بمحض الصدفة أن يكون السفير الأمريكي في أفغانستان، عمل قبل ذلك مباشرة سفيرًا لواشنطن في أنقرة، ولا قدوم موجات كبيرة من اللاجئين الأفغان إلى تركيا بطرق غير قانونية.

***

قبل يومين أيضًا، تعرض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لهجوم بطائرات مسيرة محملة بمتفجرات، أثناء إلقائه خطابًا في الذكرى السنوية لتأسيس الحرس الوطني.   

أُصيب 7 جنود، ولم يتعرض مادورو لأذى جراء الهجوم. كانت الرسالة الموجهة أن الحرس الوطني لن ينفع في حماية الرئيس، فهو المستهدف. تبنى الهجوم مجموعة لم يُسمع بها من قبل اسمها "جنود يرتدون قمصانًا".

وزير الاتصالات الفنزويلي خورخي رودريغيز، أشار إلى فوز مادورو في الانتخابات الأخيرة في مايو/ أيار الماضي، وقال: "فشلوا مرة أخرى بعد خسارتهم الانتخابات".

أما مادورو فكان أوضح، واتهم الولايات المتحدة مباشرة. ولا شك أنه ليس من الغريب التفكير بتورط واشنطن، وهي التي فرضت الإفلاس والحرب الأهلية على أمريكا اللاتينية.

ليس من قبيل الصدفة وقوع محاولتي اغتيال خلال أسبوعين ضد دوستم المعروف بقربه من تركيا، ومادورو الذي يأتي في طليعة الزعماء الأكثر تعاونًا مع أنقرة.

ما حدث هو نتيجة للأجواء السياسية التي أشار إليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقوله: "نحن في مواجهة حرب اقتصادية".

تكافح تركيا كفاح شرف، وستبقى مرفوعة الرأس، في أجواء تسعى الولايات المتحدة فيها لفرض حصار على العالم، الذي يتفلت من سيطرتها.

عن الكاتب

هلال قابلان

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس