روهصار بيكجان - يورو نيوز - ترجمة وتحرير ترك برس 

يزيد من حيرة كثير من المحللين ما كشفته البيانات التي صدرت هذا الشهر من أن الاقتصاد التركي "الحقيقي" يزدهر.

وعلى الرغم من الأخبار التي تصدرت وسائل الإعلام منذرة بمصاعب اقتصادية مخيفة، فإن صادراتنا - وهي مؤشر حاسم - شهدت نمواً قياسياً في شهر أيلول/ سبتمبر. فنجد مصانعنا تنتج المزيد من السلع والمنتجات، وتقدم شركاتنا المزيد من الخدمات. ويصدق هذا على أسواقنا الجديدة وعلى أسواقنا التجارية التقليدية. هذا هو اقتصاد تركيا الحقيقي، وهذا يعني إيجاد مزيد الوظائف ومزيد من تدفق العملات الصعبة.

في سبتمبر/  أيلول 2018، سجلت صادراتنا خلال هذا الشهر زيادة سنوية بنسبة 23 في المئة، بقيمة 14.5 مليار دولار. وبالمقارنة مع سبتمبر 2017، ارتفعت الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي بنحو الربع، وارتفعت الصادرات إلى شرق آسيا بنسبة 80 بالمئة.

وإذا كانت تركيا تشتهر بعدد قليل من الصناعات الكبرى، مثل صناعة السيارات والأجهزة، فلم تقتصر الزيادة السريعة في الصادرات على هذه القطاعات. ارتفعت صادرات السيارات ذات القاعدة العريضة بنسبة تزيد على 21 في المئة، وزادت الصادرات الزراعية بنسبة 16.5 في المئة، والملابس بنسبة 14 في المئة تقريبا، وارتفعت صادرات الصلب بنسبة 104 في المئة، على الرغم من حرب التعريفة الجمركية التي شنتها الولايات المتحدة.

يجب أن يكون واضحا أن مثل هذه الأرقام لا تحدث بطريق الصدفة، بل إنها نتيجة الإدارة الاقتصادية الفعالة. والأهم من ذلك أنها نتيجة براعة العمال الأتراك ومجتمع الأعمال. نحن جاهزون لمجابهة تقلبات السوق، والأعمال العدائية ضد اقتصادنا سواء أكانت تحركها دوافع سياسية أم تدفع إليها سياسات تجارية مضللة.

ما يزال شركاؤنا التجاريون والعملاء الدوليون ملتزمين بالعمل معنا كما كانوا دائماً. ارتفعت صادراتنا إلى الولايات المتحدة بنسبة 10 في المئة من كانون الثاني/ يناير إلى تموز/  يوليو 2018 مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2017. وتشاطرنا دول الاتحاد الأوروبي رغبتنا في نظام تجاري قائم على القواعد، وهو ما تجلى في ارتفاع حجم التجارة وتعزيز الشراكات. وعلى سبيل المثال، خلال الرحلة الأخيرة إلى ألمانيا والتي ضمت الرئيس التركي ووزير المالية ووزيرة التجارة ومسؤولين آخرين وكبار رجال الأعمال في القطاع الخاص، كلفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وزير الاقتصاد الألماني بقيادة وفد أعمال إلى تركيا في نهاية هذا الشهر.

على أننا نعلم أن تعزيز العلاقات وحده ليس كافيا، ولذلك تقوم حكومتنا بعمل شاق للمساعدة في رفع مستوى الوعي حول ما يمكن أن تقدمه الشركات التركية. لقد بذلنا جهودًا منسقة لزيادة ترويج المنتجات والمشاريع التركية على المستوى الدولي. توليت منصب وزيرة التجارة منذ ثلاثة أشهر قضيت منها شهرا ونصف الشهر في الترويج للصناعات والمنتجات والسلع التركية في أسواقنا المستهدفة.

هدفنا هو الوصول بصادراتنا إلى 500 مليار دولار بحلول عام 2023، وهو هدف طموح حيث إن التجارة العالمية هي ساحة تنافسية ونحن ملتزمون بتحقيق هذا الهدف وتكشف أرقام شهر سبتمبر أن آفاقنا قوية وأن نهجنا يؤتي ثماره.

في مقالة نشرت حديثا في صحيفة "فاينانشال تايمز" وصف أحد الاقتصاديين الانتعاش السريع والقوي لصادراتنا بأنه مثير للفضول. ونحن لا نمانع في إثارة الفضول، لكن الواقع وراء نجاحنا هو بالتأكيد أقل فضولًا.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس