هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

لم أكتب شيئًا بخصوص حادثة خاشقجي منذ بدايتها.

بالنتيجة، أنا أيضًا كنت أسمع بالكثير من التفاصيل مع تطورات الحادثة، وما كنت لأرمي الكلام على عواهنه من أجل ملء صفحة فحسب..

وعلى أي حال فإن "المختصين" كانوا يدلون بدلوهم في الموضوع كل مساء على شاشات التلفزة.

وفي الجانب الآخر، كان المراسلون المختصون بشؤون الشرطة والاستخبارات يعملون بشكل دؤوب. في الواقع قاموا بعمل ممتاز.

أما الدولة فقد اتبعت تكتيكًا ذكيًّا، حيث سربت المعلومات التي كانت تحصل عليها إلى وسائل الإعلام العالمية أولًا، وبذلك كانت تضيق الخناق على السعوديين والتحالف الداعم لهم والمكون من ترامب/ البنتاغون/ ولي العهد.

***

لكنني أرى الآن أن الشارع التركي تفوته بعض الإجابات المثيرة للاهتمام في الإعلام  الغربي عن سؤال "من هو خاشقجي؟"، على الرغم من أهميتها الكبيرة من أجل فهم الإطار العام لهذه الجريمة.

ولهذا أود الحديث عن نقطتين..

الأولى، من المعروف أن خاشقجي كان على علاقات وثيقة مع أوساط الاستخبارات. وهناك ادعاءات تقول إنه كتب الكثير من المقالات بناء على رغبة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.

وعلاوة على ذلك، كان خاشقجي صديقًا مقربًا من الأمير تركي الفيصل، الذي كان على رأس الاستخبارات السعودية من عام 1979 حتى 2001.

لاحظوا أن الأحاديث بدأت في الآونة الأخيرة عن معرفة خاشقجي العميقة بالنواحي الخفية من هجمات 11 سبتمبر 2001. أما الأمير تركي الفيصل، فقد استقال بشكل مفاجئ من منصبه قبل عشرة أيام من هجمات 11 سبتمبر. (قضية الهجمات حساسة جدًّا، وعلينا ألا ننسى أن السعودية تتعرض للابتزاز بخصوص التعويضات حتى اليوم).

النقطة الثانية، كان خاشقجي من المدافعين عن القضية الفلسطينية منذ البداية. وكان يتحدث عن موقفه منها بكل صراحة سواء في المحافل السعودية أو في واشنطن.

على الرغم من نشر مقالاته في الصحف التي يلعب فيها اللوبي اليهودي دورًا كبيرًا، إلا أنه من المعروف أنه لم يكن محبوبًا في إسرائيل.

ويُقال إن جمال خاشقجي أعرب باستمرار للمقربين منه عن خشيته من أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مقتنع بمشروع "إسرائيل الكبرى"، الذي يضم سيناء وجزءًا من الأردن.

***

وفي الختام إليكم هذه الملاحظة..

في مطلع المقالة قلت إن "المختصين" يتحدثون عن حادثة خاشقجي على شاشات التلفزة..

بعد يومين من اختفاء خاشقجي، خرج أحدهم على الشاشة يُوصف بأنه يعرف عن كثب السعوديين خصوصًا، والعرب عمومًا. أصغيت إليه بانتباه.

قال: "ما الذي يجبر السعودية على الانشغال بجمال خاشقجي؟ إنه شخص عديم الأهمية. أنا لا أصدق هذه الادعاءات".

كدت أضحك، لولا أن الموضوع لا يحتمل الضحك..

هكذا هم "المختصون"، دائمًا!!

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس