فيردا أوزر – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

"إذا تلقينا عرضًا جيدًا بخصوص باتريوت فإن تركيا ستدرسه بشكل جدي". لنرَ من أدلى بهذا التصريح ومتى وأين.

صاحب التصريح إيراهيم قالن، متحدث الرئاسة التركية. التوقيت: قبل يومين، أي مباشرة بعد مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في مراسم بإسطنبول أقيمت بمناسبة إنتهاء الجزء البحري من السيل التركي، الذي سينقل الغاز الروسي عبر تركيا إلى أوروبا. أما المكان فهو منتدى رفيع المستوى ناقش العلاقات التركية الروسية وحضره سفير موسكو بأنقرة.

أي أن قالن أشعل الضوء الأخضر أمام صواريخ باتريوت الأمريكية بعد يوم واحد من تباحث أردوغان وبوتين في تفاصيل منظومة الدفاع الجوي إس-400. فهل يعني هذا أننا سنتخلى عن المنظومة الروسية؟ أم أننا قررنا شراء الصواريخ من واشنطن؟

إليكم هذا المعلومة الموجزة: لدى تركيا احتياجان رئيسيان لتوفير أمنها، الأول منظومة دفاع جوي والآخر منظومة دفاع صاروخي.

منظومة إس-400 تغطي الاحتياج الأول، ووظيفتها تحديد الطائرات التي تنتهك مجالنا الجوي وإبعادها أو إسقاطها. الدفعة الأولى ستصل في أكتوبر 2019.

بيد أن المنظومة الروسية غير متوافقة مع البنية التحتية للناتو الموجودة في تركيا، ولهذا لا يمكن استخدامها كمنظومة دفاع صاروخي.

ولهذا قررت أنقرة شراء منظومة يوروسام الفرنسية الإيطالية، فهي تتوافق مع أنظمة الناتو  وتعتبر منظومة دفاعية أكثر فعالية، وقادرة على استخدام الإشارات الاستخباراتية للناتو، التي لا تستطيع منظومة إس-400 التقاطها.

لماذا باتريوت؟

يجيب رئيس مركز بحوث الاقتصاد والسياسة الخارجية، سنان أولغين عن السؤال بالقول إن "الاتفاق مع يوروسام طويل الأمد، ولأنه سيكون هناك إنتاج مشترك سيمتد الأمر 10 سنين. أما باتريوت فيمكن الحصول عليها خلال مدة أقصر بكثير".

وهناك سبب آخر هو دمج مصادر الدفاع التي نشتريها من روسيا والولايات المتحدة/ الناتو، وتحقيق توازن بين الجانبين.  

أنقرة تنتظر عرضًا أمريكيًّا

تعارض الولايات المتحدة بشدة شراء تركيا منظومة إس-400. تحدثت مع مسؤول تركي رفيع فأخبرني أن واشنطن اقترحت بيع منظومة باتريوت على أنقرة مقابل التخلي عن إس-400.

وأوضح المسؤول أن واشنطن قدمت الاقتراح قبل 3 أشهر إلى وزير الدفاع التركي، مؤكدًا أن اتفاقية شراء إس-400 أُبرمت، وأنه من غير الممكن التراجع عنها.

تنتظر أنقرة إعداد الجانب الأمريكي عرضه. وهي ترحب به "إذا كان جيدًا ليس من ناحية السعر فحسب، وإنما على صعيد الإنتاج المشترك ونقل التكنولوجيا" كما قال قالن.

حجم الاحتياجات التي تلبيها هاتان المنظومتان الدفاعيتان يعكس بدقة العلاقة التي نقيمها مع كل من الطرفين. تقيم تركيا تعاونًا مع روسيا من أجل سد النقص الحاصل في دفاعها الجوي، وهو تعاون براغماتي قصير الأمد. أما التحالف مع الغرب فهو طويل الأمد ودائم.

المحافظة على هذا التوازن أهم من كل شيء حاليًّا بالنسبة لأمن تركيا.

عن الكاتب

فيردا أوزير

كاتبة صحفية تركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس