محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

لا شك في أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شرح لنظيره الأمريكي بوضوح وجلاء ما معنى الدعم المقدم إلى وحدات حماية الشعب، بالنسبة إلى تركيا.

بيد أنه من غير الممكن معرفة مدى تأثير هذا الشرح على مشاريع الولايات المتحدة التي تزمع تنفيذها على الأراضي السورية.

أمن إسرائيل

الهدف الأبرز بالنسبة لأمريكا ترامب في الشرق الأوسط حاليًّا هو حماية أمن إسرائيل مهما كان الثمن. أهم خطوة في هذا الخصوص كانت تصنيف إيران في المعسكر المعادي.

الخشية من أن تطال الصواريخ الإيرانية الحاملة للرؤوس النووية تل أبيب ذات يوم، تدفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ تدابير احترازية ضد إيران وفرض عقوبات عليها.

لكن للأسف، بينما تعتبر الولايات المتحدة أمن إسرائيل أولوية ذات أهمية قصوى، تضرب بعرض الحائط أمن الفلسطينيين المقيمين في الأراضي الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي.

مخاوف من التقسيم

هناك قضية خطيرة أخرى، وهي وضع الولايات المتحدة بلدان الشرق الأوسط باستمرار تحت خطر التقسيم. انقسم العراق فعليًّا تحت الاحتلال الأمريكي إلى ثلاثة أجزاء.

أما الحرب في سوريا، فقد دفعت الولايات المتحدة إلى تنفيذ مشروع إقامة دولة كردية على أراضي هذا البلد. لا يهدد هذا المشروع وحدة الأراضي السورية فحسب، بل يعرض في الوقت ذاته وحدة وأمن تركيا للخطر.

تحذير من لافروف

جاء الرد الأحدث والأبرز في هذا الخصوص على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فقال إن الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب في شرق الفرات أمر غير مقبول.

وأضاف أن الولايات المتحدة تسعى إلى إقامة كيانات شبيهة بالدولة في هذه المنطقة، مشيرًا أن هذه التطورات خطيرة جدًّا، وأن القضية تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لتركيا وإيران والعراق.

واشنطن تلعب بالورقة الكردية

لافروف تابع قائلًا:

"ما يحدث في شرق الفرات انتهاك مباشر لوحدة الأراضي السورية. الولايات المتحدة تلعب بالورقة الكردية من خلال تصرفات  قواتها الخاصة ومستشاريها في شرق الفرات وبقية المناطق التي تتواجد فيها.

إذا وضعنا في عين الاعتبار مدى أهمية هذه المسألة الكردية بالنسبة لبلدان المنطقة (تركيا والعراق وإيران)، فإن هذه اللعبة شديدة الخطورة".

وأخيرًا نعيش أيامًا تدافع فيها روسيا عن المصالح الحيوية لتركيا ضد الولايات المتحدة، الحليفة الاستراتيجية لأنقرة. لننتظر ونرَ ما ستؤول إليه الأمور.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس