ترك برس

رأى الخبير في العلاقات الروسية - التركية، د.باسل الحاج جاسم، أن الخطر الأكبر الذي يهدد مستقبل أراضي الجمهورية العربية السورية، هو في ما بات يطلق عليها مناطق شرقي الفرات.

وقال الحاج جاسم في حديث لصحيفة القدس العربي، واشنطن تدعم في شرق الفرات وحدات حماية الشعب، الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني، المصنف على قوائم الإرهاب في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تحت مسمى قوات سورية الديمقراطية، تاركة ملايين العرب، سكان تلك المناطق، يواجهون مصيراً مجهولاً.

وأضاف: لا يخفى أن معظم مناطق شرق الفرات عربية التاريخ والديموغرافيا، ويشكل العرب غالبية مطلقة هناك مع أقلياتٍ أخرى تنتشر في المنطقة كالأكراد والتركمان والآشوريين، ففي مدينة الرقة يشكل العرب أكثر من 92%، بينما تتجاوز النسبة في مدينة منبج 95%.

مع ذلك، دعمت واشنطن هناك أقلية عرقية، وقامت بتهميش الأكثرية العربية تحت أكثر من حجة وذريعة، وتركتهم للتهجير، بحسب تقارير لمنظمة العفو الدولية،و التي وصفت ما تعرض له العرب بجرائم حرب.

وتابع الحاج جاسم: أرادت واشنطن إسقاط الحالة الكردية في شمال العراق على اكراد سورية، من دون الأخذ بالاعتبار فروقا كبيرة في الحالتين، وهي انهم في سورية لا يمتلكون المقومات التي لدى نظرائهم شمال العراق، ديمغرافيا وجغرافيا.

لذلك وجدنا عملية ترك مسار جنيف يراوح مكانه، بسبب رغبة الولايات المتحدة التعويل على عامل الوقت لخلق واقع جديد يجبر باقي الأطراف على التعامل معه.

وقد سبق وذكر زلماي خليل زادة سفير واشنطن السابق لدى العراق انه اكراد سورية يحتاجون إلى 15 _ 20 عام حتى يتمكنوا من تكرار سيناريو شمال العراق، ولذلك رأينا كيف ازعج مسار أستانا الأميركيين لأنه بدا يحرك الرياح الراكدة في سورية سواء اتفقنا أو اختلفنا معه.

كما أنه بدأ يوجه الأنظار تدريجيا نحو خطط واشنطن التي غضت الطرف عما يتعرض له العرب في مناطق هم اكثرية فيها من تهميش وتغيير لمناهجهم الدراسية وتجنيد إجباري، في اطار تغيير الواقع، وتتصرف اليوم واشنطن على الحدود السورية وكأنها حدود الولايات المتحدة مع المكسيك.

وللوقوف بدقة على حقيقة الموقف الأميركي حيال سورية، قال الخبير في العلاقات الروسية - التركية: علينا متابعة الأفعال لا الأقوال، ولو تتبعنا خارطة التحرك الأميركية منذ بداية التطورات السورية، لوجدنا تسلسل واضح يكشف العمل على تكرار سيناريو شمال العراق، بحجة محاربة داعش "كذبة كبرى" لم تعد تنطلي على أحد، فلو تم دعم و تدريب وتسليح اي فصيل عسكري آخر(غير عرقي، والذي فضلته واشنطن على العرب السكان الاكثرية) وتأمين الغطاء الجوي لاستطاع سحق اي تنظيم ارهابي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!