ترك برس

لم تشعر الكاتبة وعالمة الاجتماع  الأسترالية، ليزا مورو، قط بأن أستراليا وطن لها. صحيح أنها ولدت وعاشت في سيدني حتى أوائل الأربعينيات من عمرها، ولكن كان هناك شيء ما في داخلها جعلها تشعر بعدم الاستقرار فكان قرار الانتقال للعيش في تركيا.

بدأت قصة ليزا مورو مع تركيا في عام 1990 حين أمضت ثلاثة أشهر في مدينة غوريمية الصغيرة في ولاية قيصري ذات التاريخ العريق. وهناك شعرت كما تقول بالانتماء إلى المكان يغطي جوانحها فقررت العودة من جديد.

تقول مورو في حديث لموقع دومين الأسترالي: " تجولت عبر تركيا مع زوجي كيم في عام 1996، وشعرت بنفس الجاذبية إلى البلد وإلى الشعب التركي. وعند عودتنا إلى أستراليا، حاولنا الاستقرار لكن جاذبية تركيا كانت قوية."

لسنوات سافر الزوجان ذهابا وإيابا بين تركيأ وأستراليا، حيث قامت ليزا بتعليم اللغة الإنجليزية في إسطنبول وقيصري وأقامت مع زوجها صداقات مع كثير من الأتراك، وصنعا حياة لنفسهما على بعد آلاف الكيلومترات من أستراليا وأدركا بعد سنوات أن عليهما الاستقرار في تركيا.

تقول مورو: "في عام 2010 جلست أنا وزوجي واعترفنا بأن لدينا أصدقاء أكثر في إسطنبول من سيدني. وعندما لا نكون في إسطنبول نشعر بأننا فقدنا أصدقاءنا الأتراك وأسلوب حياتنا أكثر مما فاتنا في أستراليا. أحب طاقة وحيوية إسطنبول التي قد يسميها البعض فوضوية، لكنني أسميها الوطن."

وتصف الكاتبة الأسترالية كيف تمضي وقتها في تركيا، حيث تبدأ ليالي إسطنبول الصاخبة مع تناول كوب من الشاي مع صديق، وتناول العشاء مع مجموعة أخرى، وتنتهي بالقهوة والحلوى في مقهى يطل على مضيق البوسفور مع شخص آخر لم يكن قادراً على الاجتماع معي في وقت سابق. صحيح أن على الجميع أن يذهب إلى العمل في وقت مبكر، لكن هذا لا يمنع من البقاء حتى وقت متأخر. نقضي عطلة نهاية الأسبوع في التنزه، والمشي لمدة أربع ساعات يوميا على طول الواجهة البحرية بعد تناول الإفطار يوم الأحد مع الأصدقاء، أو مشاهدة معالم المدينة."

تدرك مورو أن هناك اختلافا حادا بين العالم الذي كانت تعيش فيه في سيدني والعالم التركي الذي انتقلت إليه، ولكنها رغم ذلك ترى في إسطنبول الكثير مما لم تجده في سيدني: "من نواح كثيرة، أشعر بأمان أكثر في إسطنبول من سيدني. هناك عدد قليل من جرائم المخدرات أو تعاطي الكحول. الحياة لا تتوقف هنا حتى في الليل ووسائل النقل جيدة طيلة الليل، ولا خوف من أن تقف بمفردك لمدة طويلة في الشوارع المظلمة. وعلى الرغم من الأحداث التي وقعت في السنوات القليلة الماضية، فإن معظم أحياء إسطنبول آمنة للغاية."

بالنسبة إلى مورو أصبح الوطن الآن أقل ارتباطًا بالجغرافيا، وأكثر ارتباطا بالشعور بالمكان: "لم أتمكن مطلقًا من تعريف الوطن، لكنني أعرف الآن أنه المكان الذي أشعر فيه بنفسي أكثر. وحتى مع عدم اتقاني التام للغة، واختلاف الخلفية الثقافية والدينية، فإن هذا هو المكان الذي يجعلني أكثر سعادة".

"تركيا هي المكان الذي وجدتُ فيه أشخاصًا يقدرون هذه الأشياء في داخلي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!