ترك برس

عبّر خبراء اقتصاد عن آرائهم حول تأثير المشادات بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية بشأن الوضع في الشمال السوري، على سعر صرف الليرة التركية التي شهدت تقلبات في الآونة الأخيرة، مقابل العملات الأجنبية الرئيسية.

المحلل التركي يوسف كاتب أوغلو، توقّع ألا تتأثر الليرة التركية "كثيراً" بما يقال عن توترات بين تركيا والولايات المتحدة، وما شهدته العملة الأربعاء، هو تقلب طبيعي وبنسبة مقبولة تتعلق بانعكاس الشارع وتخوفه.

وأضاف كاتب أوغلو – في حديث لصحيفة العربي الجديد – أنه "ربما نرى مزيداً من التراجع بعد عملية شرق الفرات المتوقعة خلال أسبوع، لكن تلك التراجعات طفيفة ولا يمكن البناء عليها".

ويشير كاتب أوغلو إلى أن الشارع التركي اعتاد على عدم الانسجام بين واشنطن وأنقرة، بل ولا تفاوض تركيا على أمنها القومي أو تساوم عليه، وهو حرفياً ما قاله اليوم رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين آلتون، ما يعني برأي كاتب أوغلو أن "الشارع والمضاربين فهموا اللعبة ولن نرى مجازفة ومخاوف بسوق الصرف بتركيا".

وفي المقابل، قال أستاذ النقد بجامعة ماردين التركية، مسلم طالاس، إن هذا التقلب السريع، وإن بنسبة ليست كبيرة، لا يعود لأسباب اقتصادية، بل مرده نفسي إثر ما قيل عن بوادر توتر بالعلاقات التركية الأميركية.

وأضاف طالاس: "إن لم يستمر التوتر ويتصاعد ستعود الليرة لرحلة انتعاشها بفعل المؤشرات الاقتصادية التي صدرت نهاية العام، أما إذا تعمّق الخلاف، فليس مستبعداً أن تتهاوى الليرة".

وحول احتمالات تراجع سعر الصرف كما جرى خلال شهر آب/أغسطس الماضي، يقول الأكاديمي التركي: "يوجد سقف نفسي لدى المضاربين، وهو 7 ليرات للدولار، وهو ما وصلته خلال الصيف الماضي، وليس مستبعداً أن تصله الليرة إن ساءت العلاقات السياسية بين البلدين، ولكن من المستبعد أن تتعدى ذلك السقف الذي تم استكشافه سابقاً".

وعاودت الليرة التحسن إثر انفراج العلاقات مع الولايات المتحدة، لتتراوح عند عتبة 5.5 ليرات حتى نهاية العام الماضي، قبل أن تتحسن أخيراً، بعد إعلان تقرير المصرف المركزي عن ميزان المدفوعات والفائض الذي حققه الميزان التجاري ومؤشرات عدد وعائدات السياحة.

وتراجع سعر صرف الليرة التركية الأربعاء، مقابل العملات الرئيسية، بعد ما تردد عن بداية توتر بين الولايات المتحدة وتركيا، إثر رفض الرئيس رجب طيب أردوغان استقبال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، ومغادرته تركيا "غاضباً".

وسجلت الليرة الأربعاء نحو 5.47 ليرات مقابل الدولار و6.28 ليرات لليورو، متراجعة عن أسعار الثلاثاء حيث لم يتعد الدولار حاجز 5.398 ليرات واليورو 6.18 ليرات، في الوقت الذي أكد فيه البنك الدولي أن انخفاض الليرة لن يؤدي لانكماش الاقتصاد التركي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!